وقد فسر بعضهم الورود بالحمى في الدُّنْيَا، روى مجاهد وعثمان بن الأسود، وفيه حديث مرفوع: الحمى حظ المؤمن من النار. وإسناده ضعيف.
وقالت طائفة: الورود: ليس عامًا، وإنما هو خاص بالمحضرين حوله جهنم، المذكورين في قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} إِلَى قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 68: 71]: كأنه يقال لهؤلاء الموصوفين: وإن منكم إلاَّ واردها.
رُوي هذا التأويل عن زيد بن أسلم، وهو بعيد جدًّا.
وعن عكرمة، أنّه كان يقرأ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ويقول: الضمير يعود إِلَى الظلمة، كذلك كنا نقرؤها.
ورُوي هذا القول، من ابن عباس من وجه منقطع. والصحيح عنه ما سبق.
¬__________
=وقال: تفرد به سليم بن منصور، وهو منكر.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 329) من طريق محمد بن جعفر -صاحب منصور بن عمار- ثنا بشير بن طلحة به. وقال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عَلَى بن سعيد الرازى، ثنا سليم بن منصور بن عمار، ثنا أبي مثله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (5/ 193) وقال: هكذا قَالَ -أي أبو السري- عن منصور بن عمار عن خالد بن دريك. وروى هذا الحديث سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، واختلف عليه، فَقَالَ إسحاق بن الحسن الحربي، عن سليم عن أبيه، عن بشير بن طلحة، عن خالد بن دريك، عن يعلى، ورواه أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، عن سليم، عن أبيه، عن هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن خالد بن الدريك، عن بشير بن طلحة، عن يعلي بن منية، والله أعلم.
وأخرجه الخطيب أيضاً (9/ 232) وذكر خلافًا أيضًا.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 360): رواه الطبراني وفيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف.
وقال العجلوني في "كشف الخفاء" (1/ 373 - 374). رواه الطبراني في "الكبير" عن يعلي بن منية رفعه، وفي سنده منصور بن عمار الواعظ ليس بالقوي، ورواه ابن عدي عن يعلى، وقال: منكر.