كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

رسول الله؟ قال: "إطعام الطعام، ولين الكلام". خرّجه الإمام أحمد (¬1)، وقد تقدّم في ذكر إطعام الطعام أحاديث أُخر في طيب الكلام.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة" (¬2).
وفيه أيضًا: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" (¬3).
وأما إفشاء السلام فمن موجبات الجنة، وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة (¬4) عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم عَلَى شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم".
وخرَّج أبو داود من حديث أبي أمامة (¬5) عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام".
ويروى من حديث ابن مسعود مرفوعًا (¬6) وموقوفًا (¬7): "إذا مر الرجل بالقوم فسلّم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنّه ذكرهم بالسلام، وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب".
وقد رُوي من حديث عمران بن حصين وغيره أن رجلاً دخل عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: السلام عليكم. فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وسلم: "عشر"، ثم جاء آخر فَقَالَ: السلام عليكم ورحمة الله. فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم "عشرون"، ثم جاء
¬__________
(¬1) (3/ 325، 334) عن جابر بن عبد الله، قال الحافظ في الفتح (3/ 382): "في إسناده ضعف" وطرف الحديث الأول في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
(¬2) قطعة من حديث أخرجه البخاري (2989) ومسلم (2/ 699) عن أبي هريرة.
(¬3) أخرجه البخاري (6023)، ومسلم (1016).
(¬4) برقم (54).
(¬5) برقم (5197).
(¬6) أخرجه البزار (1999 - كشف) والطبراني في الكبير (10/ 9800) قال البزار: رواه غير واحد موقوفًا.
وقال الهيثمي في المجمع (8/ 29): "رواه البزار بإسنادين، والطبراني بأسانيد، وأحدهما رجاله رجال الصحيح عند البزار والطبراني".
(¬7) أخرجه البخاري في الأدب (1039).
وقال الحافظ في الفتح (11/ 13): "وطريق الموقوف أقوى".

الصفحة 42