النوع السابع
وقد يكون له سيئات تحبط بعض أعماله وأعمال جوارحه سوى التوحيد فيدخل النار.
وفي "سنن ابن ماجه" (¬1) من رواية ثوبان مرفوعًا: "إنَّ مِنْ أمتي من يجيء بأعمال أمثال الجبال فيجعلها الله هباءً منثورًا".
وفيه: "هم قومٌ من جلدتكم (ويتكلمون بألسنتكم) (¬2) ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".
وخرَّج يعقوب بن شيبة وابن أبي الدُّنْيَا من حديث سالم مولى أبي حذيفة مرفوعًا: "لَيجيء يوم القيامة أقوامٌ معهم من الحسنات مثل جبال تِهامَةَ، حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباءً ثم أكبَّهم في النار".
قَالَ سالم: خشيت أن أكون منهم.
قَالَ: "أما إنَّهم كانوا يصومون ويصلون ويأخذون هنيهة من الليل، لعلهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه، فأدحض الله أعمالهم" (¬3).
وقد يحبط العمل بآفة من رياء خفيٍّ وعُجْب به ونحو ذلك ولا يشعر به صاحبه.
...
¬__________
(¬1) برقم (4245) قَالَ في الزوائد هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وأبو عامر الألهاني اسمه عبد الله بن غابر.
(¬2) ليست هذه العبارة في ابن ماجه.
(¬3) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 178).