كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

بلغنا الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم. خرجه ابن ماجه (¬1) وغيره (¬2).
وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يعود المرضى من مساكين أهل الدينة ويشيِّع جنائزهم، "وكان لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين حتى يقضي حاجتهما" (¬3)، وعلى هذا الهدي كان أصحابه من بعده والتابعون لهم بإحسان.
ورُوي عن أبي هريرة قال: كان جعفر بن أبي طالب يحب المساكين ويجلس إليهم، ويحدثهم ويحدثونه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يكنيه: أبا المساكين (¬4).
وفي رواية: أنَّه كان يطعمهم، وربما أخرج لهم عكَّة (¬5) العسل فشقوها ولعقوها (¬6).
وكانت زينب بنت خزيمة أم المؤمنين تسمى أم المساكين لكثرة إحسانها إليهم، وتوفيت في حياه النبي صلّى الله عليه وسلم.
وقال ضرار بن مرة في وصف علي بن أبي طالب في أيام خلافته: كان
¬__________
(¬1) برقم (4127).
(¬2) وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير - كما في تفسير ابن كثير (2/ 134 - 135)، وابن جرير في تفسيره (7/ 127 - 128) قال ابن كثير في تفسيره (2/ 135): "هذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة وإنَّما أسلما بعد الهجرة بدهر".
(¬3) أخرجه الدارمي (1/ 35) والنسائي (3/ 109)، والحاكم (2/ 614) عن عبد الله ابن أبي أوفى وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وأخرجه الحاكم (2/ 614) عن أبي سعيد الخدري. وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
(¬4) أخرجه الترمذي (3766) وقال: هذا حديث غريب. وأبو إسحاق المخزومي هو إبراهيم بن الفضل المدني، وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه وله غرائب. وابن ماجه (4125).
(¬5) وعاء من جلد مستدير يختص بالسمن والعسل. (النهاية: 3/ 284).
(¬6) أخرجها البخاري (5432) من حديث أبي هريرة بنحوه.

الصفحة 57