كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

ومن لبس لباسًا حسنًا إظهارًا لنعمة الله ولم يفعله اختيالاً كان حسنًا.
وكان كثير من الصحابة والتابعين يلبسون لباسًا حسنًا، منهم: ابن عباس، والحسن البصري.
وقد صحَّ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنَّه سئل عن الرجل يحب أن يكون لباسه حسنًا ونعله حسنًا؟
قال: "ليس ذلك بالكبر، إِنَّمَا الكبر بطر الحق وغمط الناس" (¬1).
يعني: التكبر عن قبول الحق والانقياد له، واحتقارُ الناس وازدراؤهم فهذا هو الكبر، فأما مجرد اللباس الحسن الخالي عن الخيلاء فليس بكبر، واحتقارُ الناس مع رثاثة اللباس كبر.
وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان ماشيًا في طريق، وهناك أمة سوداء، فَقَالَ لها رجل: الطريق! الطريق! للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقالت: الطريق يُمنةً ويُسرةً!.
فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعوها فإنَّه جبارة". خرَّجه النسائي (¬2) وغيره (¬3)، وفي رواية للطبراني (¬4) وغيره: قالوا: يا رسول الله! إنها. يعني: مسكينة. قال:
¬__________
=في المجمع (5/ 132): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
(¬1) أخرجه مسلم (91) بنحوه من حديث ابن مسعود.
(¬2) في السنن الكبرى (6/ 143) برقم (10391) من حديث أبي بردة عن أبيه. قال النسائي: عافية بن يزيد ثقة، وسليمان الهاشمي. لا أعرفه.
(¬3) وأخرجه أبو يعلى (3276)، والطبراني في الأوسط (8160)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 291) من حديث أنس.
وقال الهيثمي في المجمع (1/ 99): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى، وفيه يحيى الحماني ضعفه أحمد، ورماه بالكذب، ورواه البزار وضعفه براوٍ آخر.
وقال البوصيري في الإتحاف (7107 - ط. دار الوطن): رواه أبو يعلى عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، وقد ضعفه الجمهور.
(¬4) في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 99) من حديث أبي موسى بلفظ: "إن لا يكن ذلك في قدرتها، فإنَّه في قلبها". قال الهيثمي: وفيه بلال بن أبي بردة.

الصفحة 67