كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

متمسكنًا (¬1).
وحبس لمطرف بن عبد الله قريب له فلبس خلقان ثيابه، وأخذ بيده قصبة، وقال: أتمسكن لربي لعله يُشفعني فيه.
ومما يشرع فيه التمسكن لله حال الصلاة كما في حديث الفضل بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلاة مثنى مثنى، تَشَهَّدُ في كل ركعتين، وتخَشَّعُ، وتَضَرَّع وتمسكن، وتقنع يديك -يقول: ترفعهما- وتقول: يا رب ثلاثًا، فمن لم يفعل ذلك (فهي خداج) (*) ". خرّجه الترمذي (¬2) وغيره (¬3).
وكذلك يشرع إظهار المسكنة في الدعاء.
خرَّج الطبراني (¬4) من حديث ابن عباس قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو بعرفة، ويداه إِلَى صدره كاستطعام المسكين.
ومن حديثه أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في دعائه عشية عرفة: "أَنَا الْبَائِسُ الْفَقِيرُ، الْمُسْتَغِيثُ الْمُسْتَجِيرُ، الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ، الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِيرِ" (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (1/ 230، 269) وأبو داود (1165) والترمذي (558، 559) وقال: حسن صحيح. والنسائي (3/ 156 - 157) وابن ماجه (1266).
(*) في نسخة "الأمبروزيانا": كررت هذه العبارة "ثلاث مرات"، وفي سنن الترمذي: "فهو كذا وكذا".
قال أبو عيسى: وقال غير ابن المبارك في هذا الحديث: "من لم يفعل ذلك فهي خداج".
(¬2) برقم (385) ونقل قول البخاري: وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح، يعني أصح من حديث شعبة.
(¬3) وأخرجه أحمد (1/ 211) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/ 264) من حديث الفضل، وأخرجه الطيالسي (1366) وأحمد (4/ 167) وأبو داود (1296) والنسائي في الكبرى في التحفة (8/ 391) وابن ماجه (1325).
(¬4) في الأوسط (2892) عن ابن عباس.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 168): "وفيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو ضعيف".
(¬5) قطعة من حديث أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 11405) والصغير (1/ 247) والخطيب في التاريخ (6/ 163) ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل (1412) عن ابن عباس.
قال الهيثمي في المجمع (3/ 252): "وفيه يحيى بن صالح الأبلي، قال العقيلي:=

الصفحة 73