كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

ومن ذلك قوله الهذلي (¬1):
(نهيتك عن طلابك أم عمرو ... بعافية وأنت إذ صحيح (¬2))
والأصل: وأنت - إذ نهيتك - صحيح، ثم حذفت (¬3) الجملة وعوض منها التنوين.
والرابع: تنوين يلحق آخر الجموع المؤنثة السالمة، نظيراً للنون في الجموع المذكورة السالمة، وذلك في نحو مسلمات وصالحات. فالتنوين في هذا الجمع نظير للنون في مسلمين ورسيل لها، وليس بتنوين الصرف، بدليل قوله عز وجل {فإذا أفضتم من عرفات (¬4)، فنون "عرفات"، وهي مؤنث معرفة، وما كان فيه علتان من العلل التسع التي تذكر - إن شاء الله - في باب ما لا ينصرف فإنه يمنع الصرف (¬5)، وقد رأيت عرفات كيف استعملت منونة، فدل على أن تنوينها ليس بتنوين الصرف.
ويدلك على أنها معرفة قولهم: هذه عرفات مباركاً فيها، فمباركاً حال منها (¬6)، والحال أصلها أن تقع من المعرفة لا من النكرة.
¬__________
(¬1) خويلد بن خالد بن محرث، أبو ذؤيب ( .. - نحو 27 هـ الموافق .. - 648 م) شاعر مخضرم عاش إلى أيام عثمان (47 ق هـ - 35 هـ الموافق 577 - 656 م). ومات بمصر. قال البغدادي: هو أشعر هذيل من غير مدافعة. طبقات فحول الشعراء: 103، الشعر والشعراء 2: 643، خزانة البغدادي 1: 203.
(¬2) ديوان الهذليين 1: 68، شرح المفصل 9: 31، لسان العرب (أذذ، شلل، تفسير أذ وإذا وأذن) خزانة الأدب 3: 147، 571، والرواية في بعض هذه المصادر بعاقبة.
(¬3) في (ب) و (ج): حذف.
(¬4) البقرة: 198، والآية بتمامها {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}.
(¬5) في (ج): يمنع من الصرف.
(¬6) فمباركاً حال منها: ساقطة (ج).

الصفحة 10