الفاعل بحق الأصل، فلم تتصل هذه الضمائر به.
فإن اتفق من الأسماء ما يفتقر إلى الفاعل (¬1) كالمصادر المعملة عمل الأفعال، وأسماء الفاعلين الجارية عليها، والصفات المشبهة بها، وما جرى هذا المجرى (كانت في الاحتياج إلى الفاعل محمولة على الفعل و) (¬2) لم تتصل هذه الضمائر به (¬3) كاتصالها بالفعل، لأن الفعل له العمل بحق الأصل، وهذه الأسماء فروع عليه (في العمل) (¬4) معها جملة مستغنية قائمة بنفسها، والأفعال معتد بما تتضمنه من الضمائر، ألا ترى أنك إذا قلت: زيد يضرب، كان "يضرب" جملة تامة (¬5) من فعل وفاعل بالضمير الذي يتضمنه "يضرب"، إذ التقدير زيد يضرب هو، ولو قلت: زيد ضارب لكان (¬6) ضارب متحملاً ضميراً يرجع إلى زيد، ويرتفع بضارب رفع الفاعل بفعله، ولكن لا يعتد به، فيكون مع ضارب جملة كما كان جملة مع الفعل بدليل أنه يجوز أن تقول: يعجبني الذي يضرب، ولا تقول: يعجبني الذي ضارب إلا على تقدير ضعيف في القياس، وهو أن يقدر حذف فيكون التقدير الذي هو ضارب.
ومن خواصه اتصال التاء الساكنة للتأنيث بآخره (¬7)، كقولك: قامت جمل وقعدت هند ونعمت المرأة وبئست الجارية، كما قال الشاعر:
¬__________
(¬1) في (ج) و (د): فاعل.
(¬2) ما بين قوسين ساقط من (آ) و (ب).
(¬3) في (ج) و (د): بها على حد اتصالها بالفعل.
(¬4) في (ج) و (د): فتكون بها جملاً مستقلة كما يكون ذلك في الأفعال.
(¬5) يلي ذلك في (ج) و (د): بالضمير الذي فيه، والتقدير يضرب هو.
(¬6) في (ج) و (د): لتحمل ضارب ضميراً راجعاً إلى زيد كما رجع إليه من يضرب، ولم يكن ضارب مع الضمير فيه جملة بدليل يعجبني الذي يضرب، ولا يجوز الذي ضارب في مطرد الاستعمال.
(¬7) في (ج) و (د): بآخر الماضي منه.