كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

( ................. ... ... نعمت زورق البلد (¬1))
تاء التأنيث تدخل الأسماء على حد، وتدخل الأفعال على غير ذلك الحد في المعنى، فلذلك اختلف حكماها (¬2) في اللفظ، لأن التي تلحق الأسماء (تلحقها) (¬3) (لمعنى) يصح وجوده في الاسم حقيقة، وهو التأنيث، وتتناول لفظ الفعل لمعنى لا يصح وجوده في الفعل حقيقة، إذ الأفعال لا يكون منها مذكر، ومنها مؤنث على الحقيقة (¬4) فدخول التاء (الساكنة) (¬5) فيها إنما هو للدلالة على تأنيث فاعلها.
فالتي (¬6) تدخل الأسماء تتحرك وتكون حرف إعراب في الاسم، ويختلف حكمها في الوصل والوقف في اللغة الجيدة، فتكون تاء في الوصل، فإذا وقفت عليها قلبتها هاء، كقولك: قائمة ومسلمة (والخط على الوقف فلذلك كتبت في حالتيها هاء .. وهي في الفعل كيف وقعت تاء ممدودة) (¬7). ومن (¬8) العرب من يقف على لفظها الذي لها في الوصل، فتكون تاء في
¬__________
(¬1) الشاهد من قصيدة لذي الرمة (77/ 69 - 117/ 735) مدح بها بلال بن أبي بردة ( .. - 126/ 744)، والبيت بتمامه:
(أو حرَّة عيطل "ثبجاء" مجفرة ... دعائم النور نعمت زورق البلد)
أنت نعم، مع أنه مسند إلى مذكر وهو زورق البلد، لأنه يريد الناقة فأنت على المعنى. الحرة: الكريمة وأراد بها الناقة، العيطل: الطويلة العنق. ثبجاء: الثبج: الصدر قال ابن يعيش: ثبجاء: عظيمة السنام. الدعائم: القوائم، الزور: أعلى الصدر. مجفرة: عظيمة الجرم. ونصب دعائم الزور على التشبيه بالمفعول به فهو من باب الحسن الوجه. وهو في الديوان 203، معاني القرآن 1: 268، اللسان (نعم) و (زرق)، الخزانة 4: 119.
(¬2) في (آ) و (د): حكماهما.
(¬3) تلحقها: ساقطة من الأصل ومثبتة في (ب) و (جـ) و (د).
(¬4) يلي ذلك في (ج) و (د): فتحتاج إلى علامة فارقة بين المعنيين.
(¬5) الساكنة: ساقطة من (آ) ومثبتة في (ب) و (جـ) و (د).
(¬6) في (ج) و (د): والتي تدخل الاسم تتحرك، وتكون حرف إعراب فيه، ويختلف حكم اللفظ بها في الوصل ..
(¬7) ما بين القوسين ساقط من (آ)، (ب).
(¬8) في (ج) و (د): ومن العرب من يقف عليها في الأسماء بالتاء كما يصلها أهل اللغة الكثرى.

الصفحة 19