كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

على أن يحكى بها، وإنما يحكى بها بعد القول ما كان كلاماً لا قولاً نحو: قلت: زيد منطلق" (¬1).
يريد بالكلام الجملة التامة قد عمل بعضها في بعض، تقع بعد قلت محكية للفظ، فيكون موضعها نصباً بقلت كقولك: قلت: زيد قائم وقلت: انطلق زيد، وقلت: هل زيد منطلق، وقلت: قم يا زيد: .
كل هذه جمل محكية بعد "قلت" مستقلة بأنفسها في الفائدة، وهي التي تسمى كلاماً.
واشتقاق الكلام من الكلم وهو الجرح، لأن له تأثيراً في نفس السامع وفي سمعه أيضاً، ولهذا قال الشاعر:
( ............. ... وجرح اللسان كجرح اليد (¬2))
قال الآخر:
( .................. ... والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر (¬3))
وقال الآخر:
(فإن القوافي يتلجن موالجاً ... تضايق عنها أن تولجها الإبر (¬4))
¬__________
(¬1) الكتاب 1: 2.
(¬2) الشاهد عجز بيت لامرئ القيس (130/ 467 – 80/ 545) وصلته:
(وذلك من نبأ جاءني ... ونبثته عن أبي الأسود)
(ولو عن نشا غيره جاءني ... وجرح اللسان تجرح اليد)
وهو في الديوان: 185، الجمهرة 2: 55، العمدة: 1: 78.
(¬3) الشاهد للأخطل التغلبي (19/ 640 – 90/ 780)، وصدره حتى استكانوا وهم مني على مضض.
وهو في الديوان: 105، البيان والتبيين 1: 158، الخصائص 1: 15.
(¬4) الشاهد لطرفة بن العبد البكري (86/ 538 – 60/ 564). يتلجن: يدخلن، من الولوج. وهو في الديوان: 47 مجاز القرآن 1: 254، 284، العمدة: 1: 78، شرح المفصل: 10: 37، أوضح المسالك 3: 328، اللسان (ولج)، المقاصد النحوية 4: 581، التاج (ولج).

الصفحة 28