وفسر المفسرون قوله عز وجل {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} (¬1) [النمل: 82] من الكلام ومن الجراح، وقرأ بعض القراء: تكلمهم، بالتخفيف وفتح التاء. وحدث الكلام أنه جملة (¬2) مؤلفة من الحروف المسموعة المتمايزة المفيدة فائدة تامة يحسن السكوت عليها، وهو في قول المحققين اسم موضوع موضع المصدر، وليس بمصدر، لأنه لا يخلو من أن يكون مصدراً لكلم أو تكلم، ومصدر كلم التكليم، قال الله عز وجل {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (¬3) [النساء: 164]، ومصدر تكلم التكلم بدليل قول القائل:
( ............. ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلم (¬4))
وأنت تقول: كلمته كلاماً حسناً، وتكلمت كلاماً جيداً، وليس الكلام
¬__________
(¬1) صلة الآية {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل: 82].
(¬2): في (ج) و (د): وقد حدوا الكلام بحد نحوي، وذلك قول من قال إنه جملة مؤلفة ..
(¬3) صلة الآية {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
(¬4) قائله معبد بن علقمة المازني ( .. – 70/ 690) وهو بتمامه:
(وتجهل أيدينا ويحلم رأينا ... وتشتم بالأفعال لا بالتكلم)
حماسة أبي تمام 2: 183، التنبيه على أوهام القالي: 45.