كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

(ولقد أبيت من الفتاه بمنولٍ ... فأبيت لا حرج ولا محروم) (¬1)
أي الذي يقال له: لا حرج ولا محروم، فهي معربة عنده، وضمها رفع صحيح.
وفيها أقوال أخر للكوفيين وغيرهم، منها قول يونس بن حبيب (¬2) وهو بصري: أنها معلق عنها (¬3) قوله تعالى {لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ} [مريم: 69] وقد عورض في قوله هذا بأن التعليق إنما يقع في أفعال الشك واليقين، لا أفعال العلاج كقوله «لننزعن»، واحتج له بما لا نطول بذكره.
ومنها -أي من المعارف الخمسة التي فصلها- كل اسم أضيف إلى ضرب من هذه الضروب إضافة حقيقية، فإنه يتعرف بما أضيف إليه، إذ كان المضاف يكتسي من المضاف إليه كثيراً من خواصه، من
¬__________
(¬1) الشاهد للأخطل، وروايته في الديوان ص: 8: ولقد أكون ..
وهو في الكتاب 1/ 259، المخصص 8: 69، أمالي ابن الشجري 2/ 297، الإنصاف 2/ 710، شرح المفصل 3/ 146، اللسان (ضمر).
كان الوجه لولا تقدير الحكاية نصب «حرج» و «محروم» على أنهما خبر أبيت أو حال من فاعل أبيت.
(¬2) أبو عبد الرحمن، الضبي بالولاء (94/ 713 - 182/ 798)، أعجمي الأصل، إمام نحاة البصرة في عصره، وأستاذ سيبويه والكسائي والفراء.
طبقات النحويين: 48، نزهة الألبا: 59.
(¬3) في (آ) و (ب): عليها.

الصفحة 310