كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

فصل
إنما كانت النكرة أصلاً في الأسماء والمعرفة فرعًا، لأنها الأسبق والمتقدمة على المعرفة، ألا ترى أن الإنسان قبل أن يولد يسمى جنينًا، ثم يولد فيقال له: ذكر أو أنثى، ويقال له مع ذلك: إنسانٌ، ثم بعد ولادته وإطلاق هذا الاسم الشائع في جنسه من الذكور والإناث وهو إنسان تطرأ عليه الأعلام والكنى والألقاب؛ فيقال: زيدٌ أو عمرو، وأبو علي وأبو الحسن (¬1)؛ واسم إنسان مع ذلك لازمٌ له متى جهل اسمه العلم أو كنيته أو لقبه، فيقال: إنسان (¬2) من شأنه كيت وكيت.
¬__________
(¬1) بلى ذلك في (ج): وعائد الكلب ومقبل الريح.
وعائد الكلب شاعر عباسي اسمه مصعب بن عبد الله الزبيري (156/ 773 - 236/ 851) لقب بذلك لقوله:
(مالي مرض فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود)
وأما مقبل الريح- لم يذكر له اسم- فقد لقب بذلك لقوله:
(هبت شمال فقيل من بلد ... أنت به، طاب ذلك البلد)
(فقبل الريح من صبابته ... ما قبل الريح قبله أحد)
لطائف المعارف للثعالبي: 32، 34.
(¬2) في (ب): هذا إنسان.

الصفحة 312