كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

ألا ترى أنه لا يكون فاعلاً ولا مفعولاً ولا مضافًا إليه على حد الإضافة إلى الأسماء، أي لا تكون الإضافة إليه أصلاً فيه، إنما يضاف إليه، والمراد بذلك الإضافة إلى مصدره، كقوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1) أي يوم قيام الناس؛ ويكشف عما قلناه أنه لا تستمر الإضافة إليه، فلا يضاف إليه (أعني الفعل) (¬2) غير ظروف الزمان، كالآية المتلوة، وكقوله {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (¬3) {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى} (¬4) و {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (¬5) {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} (¬6) إلى غير
¬__________
(¬1) المطففين 83: 6.
(¬2) ما بين قوسين ساقط من "أ" و"ب".
(¬3) القلم 68: 42 {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}.
(¬4) الدخان 44: 41 {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
(¬5) الفرقان 25: 25 {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا}.
(¬6) الحج 22: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.

الصفحة 324