كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

لا يكون إلا منصوبًا، فكأنك قلت في المثالِ الذي وقعت فيه: جاءني (¬1) زيد مقودة بين يديه الجنائب، أو مقودة الجنائب بين يديه؛ أو كأن قلت في المعنى: جاءني زيدٌ معظمًا مبجلًا.
واعلم أن هذه الجمل التي وقعت مواقع المفرادات، فحكمَ لها بإعرابها في الموضع لا تعرى من ذٍكر يرجعٌ إلى المذكور الذي كان ذلك (¬2) المفرد الذي نابت هذه الجملة منابةَ تابعًا له وثانيًا كخبر (¬3) المبتدأ مثلًا في قولك: زيدٌ أبوه خارج، فالهاء في قولك: أبوه هي الذكر العائد (¬4).
ولو قلت: زيد عمرو منطلق، لم يجز، لتعرى الجملة من الذكر، وقد بين ذلك، وعلى هذا تجري البواقي.
فأما الجملة الحالية فقد تغني الواو التي تسمى واوَ الحال عن الذِكْرِ الراجع منها، وتقوم مقامه، لربطها ما بعدها بما قبلها، فكان ذلك كالذكر الرابط للجملة – التي هو منها – بما قبلها؛ وقد يجمع بين الواو وبينه، والمثال في المسألتين: خرج زد وعمرو قائم، فهذا كلام
¬__________
(¬1) في (ج): وكأنك
(¬2) في (آ): له، وفي حاشيته: ذلك.
(¬3) في (ج): كقولك مثلًا في خبر المبتدأ.
(¬4) يلي ذلك في (ج): وبه ارتبطت الجملة بالمبتدأ فكانت خبرًا عنه.

الصفحة 343