كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

أغنت الواو - وهى واو الحال - عن ذكر يعود منه إلى الأول (¬1)، وتقول: خرج زيد وتحته فرسٌ جزاد؛ فهذا كلام قد جمع الذكر العائد مع الواو، وهو الهاء في قولك: وتحته.
وهذه الجمل الست ذوات المواضع لا خلاف فيما بينهم (¬2). وهناك جمل اختلفوا (¬3) فيها خلافًا لم يشيع، وهى الجملة الواقعة بعد "حتى" التي تسمى الابتدائية، يعنون التي تقع بعدها الجمل مبتدأ بها كقوله:
(فما زالتِ القتلى تمج دماءها ... بدِجلة حتى ماءُ دجلة أشكلُ) (¬4)
ماء دجلة مبتدأ، وأشكل خبره، فهذه الجملة وما أشبهها من الجمل التي تقع بعد حتى هذه، كقولك: سرحت حتى بكرٌ (¬5)
¬__________
(¬1) إلى الأول: ساقطة من (آ) و (د).
(¬2) في (ج): لا خلاف بينهم فيها.
(¬3) في (ج): اختلف.
(¬4) الأشكل: البياض تخالطه حمرة.
الشاهد من قصيدة لجرير يهجو فيها الأخطل ويذكر ما أوقعه الجحاف ابن حكيم السلمي (00 - 90/ 709) ببني تغلب. الديوان: 457، حماسة أبى تمام 1: 246، الأزهية: 225، أسرار العربية: 267، شرح المفصل 8: 18، اللسان (شكل، حتت) مغنى اللبيب 1: 137 الخزانة 4: 143. والرواية في الديوان: وما زالت القتلى تمور دماؤها.
(¬5) في (ج): زيد.

الصفحة 344