كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

مسرح؛ أكثر الناس لا يحكم لها بموضع: لأنها (¬1) عنده غيرُ الجارة، بل هي قسم آخر من أقسامها كما أن العاطفة قسم آخرُ، إذ (¬2) العاطف لا يعمل عملًا مخصوصًا عند من يعمله؛ ويقول: لم تقع هذه الجملة موقع مفرد فيحكم لها بإعرابه كما جرى الحكم فلا غيرها؛ وذهب الزجاج إبراهيم بنُ السري إلى أن هذه الجملة في موضع جر بحتي، ورد عليه أبو على الفارسي قوله هذا في كتابه الذي سماه الأغفال (¬3) بكلام (¬4) أطال فيه الاحتجاج، وقال: إن هذا يقتضى تعليق حرفِ الجر، وحروف الجر لا تعلق، يريد لا تمنع العمل في اللفظ بما يحول بينها وبين التأثير في مجرورها حتى يحكم لها بالعمل في المواضع.
والتعليق المذكور هاهنا هو التعليق المذكور في باب "ظننت" وأخواتها لا تعليقُ الجار بالفعل، لأن هذا هو الأصل في المجيء بحروف الجر ووضعها في اللغة؛ فاعرفه واعرف (¬5) أن هذا التعليق على هذا لفظٌ مشترك في اصطلاحات النحويين.
¬__________
(¬1) في (ج): لأن حتى هذه عنده غير الجاره.
(¬2) في (ج): لأن.
(¬3) هذا الكتاب رد على الزجاج في كتابه "إعراب القرآن" وله اسم آخر وهو "المسائل المصححة على الزجاج".
(¬4) تنتهي النسخة (د) عند هذه الكلمة.
(¬5) في (ج): وأعرف أن التعليق لفظ مشترك.

الصفحة 345