فالأول أربعة أسماء وهي: أخوك، وأبوك، وحموك، وهنوك، إذا أضفتها أعربتها بالحروف كما سبق، وإذا أفردتها حذفت لاماتها وأعربتها بالحركات إعراب الصحاح، لأنها بالحذف صحيحة، فقلت في الرفع: هذا أب وأخ وحم وهن، وفي النصب: رأيت أبًا وأخًا وخمًا وهنًا، وفي الجر: مررت بأب وأخ وحم وهن، فتجري في حال الأفراد على هذا مجرى يد ودم.
الثاني: ما تلزمه الإضافة، مع حذف لزم لفظه، ولا يفرد البتة وهو "ذو" والتي بمعني صاحب في قولك: جاءني رجل ذو مال، ورأيت رجلاً ذا مال، ومررت برجل ذي مال، لا ذو التي بمعني الذي في لغة طيء كقول شاعرهم:
(فإن الماء، ماء أبي وجدي ... وبئري ذو حفرت وذو طويت) (¬1)
أراد التي حفرت، لأن الأولى معربة وهذه مبنية.
وإنما لزمت هذه الكلمة الإضافة إذا كانت بمعنى صاحب، لأنها
¬__________
(¬1) البيت من أبيات خمسة، أوردها أبو تمام (188/ 804 - 231/ 846) في الحماسة لسنان بن الفحل الطائي (؟ ) وهو أخو بني أم الكهف من جرم طيء، وبنو هرم بن العشراء من قزارة في ماء وهم مختلطون متجاورون ففي ذلك قال سنان أبياته. ويستدل بالبيت على ثلاثة أشياء: الأول أن ذو تأتي أسمًا موصولًا، والثاني أنها تكون بلفظ الواحد للمؤنث والمذكر، لأن البئر مؤنثة والثالث أنها تستعمل في غير العاقل كما تستعمل للعاقل.
خماسة أبي تمام 2: 591، الأزهية في علم الحروف: 305، مجمع الأمثال 1: 68.
أمالي الشجري 2: 306، الأنصاف 1: 384، شرح المفصل 8: 45، شرح قطر الندى: 102، أوضح المالك 1: 110، اللسان (حرف الألف اللينة، باب ذو وذوي مضافين إلى الأفعال) الخزانة 2: 511.