كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

والمعاني ذات يخبر عنها وهي الاسم، وخبر عن تلك الذات (¬1) وهو الفعل، وواسطة بينهما، إما لإثبات الخبر للمخبر عنه، أو لنفيه عنه، أو لغير ذلك من المعاني وذلك هو الحرف (¬2).
فأما الاسم (¬3)، فاشتقاقه عند البصريين من سما يسمو إذا علا، كأن أصله سمو كقنو، أو سمو كعضو، بدلالة قولهم في جمعه: أسماء، فهذا كعدل واعدال، وقفل وأقفال، أو كقنو وأقناء، وعضو وأعضاء، ثم حذفوا لامه - وهي الواو - حذفاً، وسكنوا أوله - وهو السين - ليعوضوه من الحذف الذي أجروه الذي أجروه عليه اعتباطاً، فاجتلبوا له همزة الوصل ليقع الابتداء بها فصار اللفظ اسماً كما ترى.
وذهب الكوفيون إلي أنه مشتق من السمة، فأصله على هذا عندهم وسم، لأن السمة العلامة، والاسم لدلالته على مسماه كالعلامة له. والذي ذهبوا إليه صحيح (¬4) من طريق المعنى، فاسد بمقاييس اللفظ، لأنه لو كان من الوسم، وهو أصل السمة لقيل في اشتقاق الفعل منه على فعلت: وسمت ولم يقل: سميت، ولقيل: أوسمت، إذا كان على أفعلت، ولم يقل أسميت، إلا أن يدعوا فيه القلب. وليس القلب بقياس (¬5)، ولقيل في جمعه: أوسام، ولم يقل: أسماء، ولقيل (¬6) في جمع الجمع: أواسم وأواسيم ولم تقل أسام، ولقيل في تصغيره: وسيم (¬7) لاسمي، ولما جاء فيه في بعض لفاته سمى كهدى (¬8) كما أنشدوا:
¬__________
(¬1) يلي ذلك في (ج): لا يصلح لغير الخبر.
(¬2) في (أ): الجملة وفي (ب) و (ج): الحرف، وهو الصواب.
(¬3) راجع هذه المسألة في الإنصاف 1: 6، شرح المفصل 1: 22.
(¬4) في (ج): صحيح من جهة المعنى فاسد من جهة اللفظ.
(¬5) يلي ذلك في (ج): إنما هو مسموع لا يتعدى ما روي منه.
(¬6) في (ج): ولقيل في جمع جمعه.
(¬7) في (ج): وسيم أواسيم ولم يقل سمي.
(¬8) ما بين قوسين ساقط من (أ) و (ب).

الصفحة 6