كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

وتأولوا له مع ذاك ما لا نطيل بذكره مع ضعفه، فكان الوجه في "أخر" لما أصلناه مما اقتصصناه أن تستعمل بالألف واللام كنظائره، وكما قال:
( ........................... ... وصلى على جاراتها الآخر) (¬1)
وكان الوجه في "آخر"، الاستعمال بالألف واللام؛ لكنهم (¬2) عدلوها عن الألف واللام، فاجتمع فيها علتان: الوصف والعدل، فامتنعت من الصرف. فإن أسميت بها شخصًا عاقب أيضًا التعريف الوصف، فامتنعت من الصرف أيضًا للتعريف والعدل. وفي اعتدادهم بالعدل عن الألف واللام في "أخر" ما ينبهك على أن حرف التعريف قد نزل عندهم منزلة جزء من الكلمة فجرى "أخر" من الآخر في العدل مجرى عمر من عامر، فتنبه له ولنظائره،
وما فيه ألف التأنيث مقصورة، نحو بشرى، أو ممدودة، نحو صحراء، فحكمه في منع الصرف نكرة حكم ما تقدمه، لأن علامة التأنيث فيه لازمة وهي الألف، فكأن التأنيث متكرر فيه، بخلاف قائمة وطلحة وشجرة وشبهها مما
¬__________
(¬1) = يستعمل إلا معرفًا، والاعتذار عنه أنه استعمله استعمال الأسماء لكثرة ما يجيء فيه بغير تقدم موصوف، نحو صغيرة وكبيرة.
الديوان: 72، مجمع الأمثال 1: 79، الحماسة الشجرية: 864 شرح المفصل 6: 103، مغني اللبيب 2: 425، قطر الندى، 316، أوضح المالك 2: 295، الخزانة 3: 500، والرواية في بعضها: من فقاقعها.
(1) البيت بمامه:
(صلى على عزة، الرحمن وابنتها ... ليلى وصلى على جاراتها الآخر)
ويروى لشاعرين متعاصرين،
أحدهما الراعي النميري ( .. - 90/ 709) والآخر القتال الكلابي (؟ ).
وهو في المقتضب 3: 244، الخزانة 3: 667.
(¬2) في (ج) و (د): لكنهم عدلوا عن الوجه الذي كان حدها وهو الاستعمال بالألف واللام.

الصفحة 83