كتاب المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

وعليه أنشدوا:
(إذا قالت حذام فصد قوها ... فإن القول ما قالت حذام) (¬1)
وقال الآخر:
(أتاركه تدللها فطام ... وضنا بالتحية والسلام) (¬2)
وما عدا هذا القسم مما كان على فعال على اختلاف ضروبه فمبني على الكسر (¬3) لا غير، ولا يكون فيه إعراب بتة إلا أن ينقل أي يسمى به، فيخرج عن موضوعه ويخالف به أصل وضعه. فمن الأقسام المقصورة منه على البناء خاصة ما استعمل منه في النداء في صفة المؤنث، كقولك فيه: يا خباث، يا غدار يا فجار، يا لكاع، يا فساق، تريد بكل هذا يا فاعلة، أي يا غادرة، يا فاجرة يا فاسقة، يا لاكعة، يا خبيثة.
¬__________
(¬1) الشاهد للجيم بن صعب ( .. - .. )، وقيل بل ديسم بن طارق، أحد شعراء الجاهلية، وحذام اسم امرأة زعم أنها الزباء ( .. - 358/ 385)، والذي عليه الأدباء أنها زرقاء اليمامة وهي امرأة من بنات لقمان بن عاد، وكانت ملكة اليمامة واليمامة اسمها فسميت البلدة باسمها، وكانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام. حذام: مبنية لمضارعتها ما كان أمرًا على فعال نحو حذار ونزال من حيث كانت مثلها مؤنثة، معاني القرآن 1: 215 و 2: 94 الكامل: 214، شرح أبيات مشكلة الإعراب: 153، مجمع الأمثال 1: 156، 181، 2: 106، 175، أوضح المسالك 3: 153، قطر الندى: 14، مغني اللبيب 1: 243 شذور الذهب: 95، شرح ابن عقيل 1: 51، اللسان (رقش، حذم، نصت) روايته في بعض هذه الصادر إذا قالت حذام فأنصتوها.
(¬2) هذا الشاهد مطلع كلمة للنابغة الذبياني، يمدح بها عمرو بن هند ( .. - 45/ 578) الديوان: 158، والرواية فيه: بالتحية والكلام، شرح المفصل 4: 64 شرح قطر الندى: 314، اللسان (رقش).
(¬3) يخالف سيبويه ابن الخشاب في ذلك فهو لا يوافقه في أن هذه الصيغة مبنية دائمًا الكتاب 1: 38.

الصفحة 96