كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

المكروهة بكراً ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده، لأنه هو أول قدرته له حق البكورية" (تثنية 12: 15 - 17)
ومع هذه الصراحة في النص إلا أن التوراة أغفلت هذا المبدأ المنصف، وصارت تعطي من البداية إلى النهاية النصيب المضاعف من المجد لابن المحبوبة أو الحرة، فأعطت إسحاق ابن سارة الزوجة الحرة، وهو الابن الثاني لإبراهيم أعطته حق البكورية، وأيدته بالنص القائل: "ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآنية" (تكوين 17: 21) وأن هذا التصرف يجعل التوراة والكتاب المقدس متناقض مع الشريعة، ومجانب للعدل. فإن النصيب المضاعف وحق البكورية تخص إسماعيل وسلالته، ولا يمكن أن تكون الحالة الاجتماعية الممجوحة لأمة بكونها جارية سارة أن تبخس هذه الحقوق على الإطلاق.
ولم يكن إسماعيل وحده الذي جنت عليه التوراة، بل هذا هو رأوبين الابن البكر ليعقوب من أمه ليئة الزوجة المكروهة انتزعت منه البكورية، ومنحتها ليوسف ابن راحيل الزوجة المحبوبة، فيقول سفر التكوين: "وبنو رأوبين بكر إسرائيل لأنه هو البكر، ولأجل تدنيسه فراش أبيه أعطيت بكوريته لبني يوسف بن إسرائيل فلم ينسب بكراً، لأن يهوذا اعتز على إخوته ومنه الرئيس وأما البكورية فليوسف" (أخبار الأيام الأول 5: 1، 2)
ويوسف هذا قد حظى منذ ولادته بحب أبيه فاصطفاه عن باقي إخوته مما أثار حسدهم وبغضهم له:
"وأما إسرائيل فأحب يوسف اكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته، فصنع له قميصاً ملوناً، فلما رأى إخوته أن أباه أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" (تكوين 37: 3، 4)
إن ذرية إسماعيل صارت معلومة لدى الإسرائيليين بأنهم سكان الصحراء العربية

الصفحة 38