كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

كيفية الخروج بالدعوة إلى الأمم يروى سفر الأعمال أن بولس وقف في مجمع أنطاكية يتكلم محاجاً اليهود:
الذين "جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين. فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه إلى الأمم" (أع 13: 45، 46) ليس فحسب به إنه أقحم نبوة أشعياء 42: 6 وألصقها بنفسه وفي هذا تمويه وتضليل إذ قال: "لأن هكذا أوصانا الرب قد أقمتك نوراً لأمم لتكون أنت خلاصاً إلى أقصى الأرض" (أع 13: 47) نبوة تنبأ بها أشيعاء عن محمد - صلى الله عليه وسلم - انتحلها لنفسه - ليس هذا فحسب، بل شطر الدعوة إلى شطرين وشطر التلاميذ في مجموعهم في كفة وشخصه في كفة أخرى فقال: "وأما المعتبرون أنهم شيء مهما كانوا لا فرق عندي الله لا يأخذ بوجة إنسان، لإغن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء. بل بالعكس إذ رأوا أنى أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما اؤتمن بطرس على إنجيل الختان. فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل في أيضاً للأمم. فإذا علم بالنعمة المعطاة إلى يعقوب وصفاً ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هو فللختان" (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2: 6 - 9) .
وبولس قد أحاط نفسه بهالة من التقديس فزعم أنه كارميا الذي إليه كانت كلمة الرب قائلاً:
"قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبياً للشعوب" (أرميا 1: 5)
فتتداعي في ذهنه المخزون من المحفوظات اليهودية وادعى قائلاً: "ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته. أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت، لم أستشر لحماً ودماً، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضاً إلى دمشق" (غلاطية 1: 15 - 17) .
أما الإنجيل الذي كرز به لم يكن إنجيل المسيح، بل إنجيل شخصي إذ قال: "ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضاً إلى أورشليم مع برنابا آخذاًَ معي تيطس أيضاً، وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد

الصفحة 43