كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي أورشليم" (أعمال الرسل 10: 38، 39)
هذا هو المسيح عيسى ابن مريم عزى تلاميذه بأن أنبأهم بالنبي المنتظر ورسالته:
إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني" (إنجيل يوحنا 16: 12 - 14) .
قد يثار حول النص الأخير من إنجيل يوحنا 16: 12 - 14 جدل بأن يسوع المسيح كان يتنبأ عن مكوث الروح القدس بينهم إلى الأبد من أجل خير معاصريه حتى خمسمائة عام على الأقل وقبل ظهور محمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً. ولدحض هذا الجدل ولتأكيد أن هذه نبوة واضحة حلية عن شخص سيبعثه الله رسولاً نبياً للإنسانية كافة نقول وتقرر الأناجيل أن حديث يسوع المسيح ومواعظة بين تلاميذه المقربين وجمهور المؤمنين تحمل في مضمونها ومدلولها أنباء عن المستقبل وتوجيهات إلى الأجيال المتعاقبة في مستقبل الأيام ...
مثال ذلك حديثه عن يوم الدينونة:
"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ بجازي كل واحد حسب علمه. الحق أقول لكم إن القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته" (متى 16: 27، 28) .
مثال آخر عن مجيئه الثاني:
"وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر" (متى 24: 3)
"والحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتي يكون هذا كله. السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده" (متى 23: 34 - 36) .
واضح كل الوضوح أن هؤلاء التلاميذ الذين يتبعون يسوع المسيح لن يتمتد بهم الأجل ليشاهدوا أيا من يوم الدينوية ولا مجيئه الثاني بل لا حتى حدوثهما.

الصفحة 49