كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14: 26) المعزى (الباراقليط) أو (الروح) إنه الفرد الوحيد، وما يماثله في كل الكتاب المقدس، ومع هذا الوضوح فإن أحد كتاب إنجيل يوحنا شاء بطريقته الخاصة وحسب تفكيره أن يبين أن (روح الحق) هو (غير المعزى) . وهذا بحث كدح فيه وعناء لا مبرر له، ولا يمكن تحديده، بل بكل بساطة يتناقض مع ما قرره يسوع المسيح فيما تحدث به في مكان آخر من إنجيل يوحنا وطبقاً لنصوص أخرى كانت دلالات واضحة بأن ذلك النبي هو (المعزى) الباراقليط الذي لن يأتي إلا بعد أن تنتهي رسالة يسوع المسيح.
المعزى - الروح القدس - روخ الحق - ملاك الوحي هو كان على أهبة النشاط قبل بعثه يسوع المسيح، وفي اثناء بعثته على السواء - وبعد بعثته على النبي الخاتم يتنزل بالوحي على أنبياء الله بأمر الله وإرشاده. ويؤيدهم بنعمته وآياته ويعضدهم.
هذا هو داود عليه السلام يتضرع إلى الله قائلاً: "روحك القدوس لا تنزعه مني" (مزمور 51: 11) وهذا يوحنا المعمدان يشهد للمسيح عند معموديته منه قائلاً: "فلماذا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه" (متى 3: 16) .
ويروى متى في إنجيله كيف أصعد الله المسيح إلى البرية ليجرب من إبليس تمهيداً لابتعاثه رسولاً:
"ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس" (متى 4: 1) ويروى عند انتصار المسيح على إبليس:
"ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (متى 4: 11) إلخ.
هذا فضلاً عن نشاط الروح مع التلاميذ:
أولاً - مع الرسل:
"فألقوا أيديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة، ولكن ملاك الرب في الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم وقال: أذهبوا قفوا وكلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة" (أع 5: 18 - 20) .

الصفحة 57