كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

هذا (الروح القدس) العجيب الذي فيه بلغ التفسيرات المتداولة حداً كبيراً - فقط عندما انعقدت المجامع المسكونية، وأخذت تناقش العقيدة في ضوء الفكر الفلسفي المعاصر، الأمر الذي تسرب إلى العقيدة النصرانية (عقيدة التوحيد) عقائد من ديانات الخلاص المنتشرة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، فجعلت من الإنسان يسوع المسيح الإله المتأنس، وجعلت من أمه الرب مريم البتول أماً للإله، وجعلت من الروح القدس (جبرائيل ملاك الرب) روح الله، ومن ثم صاغوا من هنا وهناك عقيدة التثليث فجعلوا من الله الواحد الأحد إلهاً مثلث الأقانيم "آب وابن وروح قدس"
وللحقيقة والتاريخ أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يخلو تماماً من عقيدة التثليث، ومن حتى فكرته. إن (المعزى الروح القدس) (الباراقليط) هو إنسان لا خيال، وقد أبان يسوع المسيح هذا فقال:
وغن أخطأ أحد فلنا شفيع عن الآب يسوع المسيح البار" (رسالة يوحنا الأولى 2: 1) .
فإن يسوع المسيح اصبح بهذا المفهوم أيضاً (الباراقليط) كما تصوره يهود عصره، وكما تصوره تلاميذه. ولكن (الباراقليط) الآتي بعد المسيح سيكون للناس كافة لكل زمان ولكل مكان كما جاء في إنجيل يوحنا 14: 16، 17 "وأنا أطلب من الاب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق ... "
إن النص اليوناني لإنجيل يوحنا 14: 16، 17 التي تخبر مقدماً بمجئ (معزياً آخر) منصوص عنه حتى إن كلمة (آخر another) لها دلالة حقيقة ففي اللغة الإنجليزية another تعني one more of the same one more of a different kind or one more of different kind.
ومن المهم أن نعلم أي معنى عن يسوع في ذهن الإنسان. ذلك الذي قصد (معزياً آخر) وهذا يقصد الباراقليط ربما يكون خيال.
وتفسيرات رجال اللاهوات المتداولة لها مزية، ولكن إذا قصد one more of the same kind إذن فهذا برهان إيجابي بأن الباراقليط سوف يكون مثل يسوع المسيح رجل، إنسان بشري، نبي لا خيال.
فماذا كان يعنيه يسوع المسيح؟ إن النص اليوناني من كتاب العهد الجديد يعطي الرأي الممحص بكل الوضوح بسبب لأنه يستعمل كلمة allon وهي مذكر لصيغة

الصفحة 59