كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن

السلام لإنجاب نسل له، وظنت السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم أن مهمة جاريتها السيدة هاجر هي إنجاب نسل مع بقائها جارية تسخرها السيدة سارة كيفما شاءت وأرادت.
وأنجبت السيدة هاجر ابناً لإبراهيم عليه السلام، وكان هذا الابن قرة عينيها وبهجة قلبها، لكن الزمن لم يرحمها فأذلتها سيدتها السيدة سارة، وخضعت هي لها، وازدادت السيدة سارة إذلالاً لها وتعنتاً. فاستجارت بزوجها إبراهيم عليه السلام لكنه تركها لسيدتها سارة بقوله لها: "هو ذا جاريتك" فاشتدت بها إيلاماً وإيذاء حتى هربت ترجو النجاة مما ألم بها، فقابلها ملاك الله في الطريق فقال له الملاك: "مالك يا هاجر؟ لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغرم حيث هو، قومي أحملي الغلام وشدي يدك لأني سأجعله أمة عظيمة وفتح الله عينيها، فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام وكان الله مع الغلام، فكبر وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر".
فيتضح من التوراة إذن أن الذي سكن أرض فاران هو سيدنا إسماعيل عليه السلام، ولعل الله في حكمته سمح بهذه التيارات التي تفاعلت في بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام ليستقر إسماعيل في أرض يتميز بها، وتأتي النبوءة على لسان موسى عليه السلام بقوله: "تلألأ من جبل فاران".
2 - قال في سفر التثنية 18: 15: "يقيم الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون".
3 - قال في سفر التثنية 18: 18 "أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به".
والإعجاز في هاتين الآيتين في العبارة: "من إخوتك. من وسط إخوتهم".
والإعجاز الأقوى في قوله: "أجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به". هذا هو الإعجاز في النبوة.

الصفحة 67