كتاب محمد في التوراة والإنجيل والقرآن
تقديم للمؤلف
الحمد لله الذي هداني للإسلام ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً، والصلاة والصلام على سدينا محمد وعلى آل بيته أجمعين ... أما بعد:
فقد نشأت نشأة دينية، وكان طبيعياً أن خصصت حياتي وجهادي ومالي في سبيل الله مخلصاً متفانياً ابتغاء مرضاته.
والله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وفضله على سائر خلقه بما حباه وكمله بنعمة العقل والقدرة على التعقل والإدراك، وكان لهذا حقاً لله سبحانه أن يخاطب الإنسان على ما يفعله إن كان خيراً فخير، وإن شراًَ فشر.
والله سبحانه وتعالى تمكيناً للإنسان من العزة وبالعقل لم يفرض كيانه فرضاً سواء أرضى أو لم يرض، بل توخى هبته للإنسان من العقل، ومن العقل أراد أن يدخل إلى قلب الإنسان بالإيمان، لهذا قيل في الإنجيل للباحثين عن الحق: "وتعرفون الحق والحق يحرركم".
وفي هذا المعنى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم"
[رواه أحمد وابو داود والترمذي]
ويقول تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} بَلْ يتجه الله جل شلأنه إلى أُلئك الذين لم ينهموا بنعمة البصر فيستلهمهم البصيرة بقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} .
وهكذا يهدي الله الإنسان إلى الطاقات العظمى لنعمة العقل لتكون أساس الإيمان.
والتاريخ شاهد صدق كل رجال من كبار اللهوتيين الذين نشدوا الحق واستبسلوا له، فهذا آريوس في القرن الثالث الميلادي الذي استبسل لعقيدته عن المسيح عليه السلام بما يتقارب مع عقيدة المسلم عنه.
وذاك لوثيروس الذي نادى بالإصلاح الديني وحمل لواء الإصلاح في عزم وتصميم
الصفحة 9
222