كتاب مختصر صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 3)

1768 - عن سَلَمَةَ بنِ الأكوعِ قالَ: خَرَجْتُ [مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ 4/ 27]، قبلَ أنْ يؤَذَّنَ بالأولى (116) , وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرْعَى بِذِى قَرَدٍ , [حتى إذا كنتُ بثَنيةِ الغابةِ] قَالَ: فَلَقِيَنِى غُلاَمٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [قلتُ: ويحَكَ ما بكَ؟!] , فَقَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ [وفَزَارةُ] , قَالَ: فَصَرَخْتُ ثَلاَثَ صَرَخَاتٍ: يَا صَبَاحَاهْ! قَالَ: فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَىِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِى حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ، وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ الْمَاءِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِى -وَكُنْتُ رَامِيًا- وَأَقُولُ:
(أَنَا ابْنُ الأَكْوَعْ ... الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ) (117)
وَأَرْتَجِزُ، حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ [قبلَ أن يَشْرَبُوا]، وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ بُرْدَةً، [فَأَقْبَلْتُ بها أَسُوقُها] , قَالَ: وَجَاءَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ , فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ (وفى روايةٍ: إنَّ القومَ عِطاشٌ , وإنِّي أعْجَلْتُهُم أنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُم) , فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ , فَقَالَ:
«يَا ابْنَ الأَكْوَعِ! مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ (118) , [إنَّ القومَ يُقْرَوْنَ فى قومِهِم]»، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا، وَيُرْدِفُنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ.

40 - بابُ غزوةِ خيبرَ
1769 - عن سلمةَ بنِ الأكوعِ رضيَ اللهُ عنه قالَ: خرجْنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
__________
(116) أي: بالصلاة الأولى، وهى صلاة الفجر. (لقاح): نجمع لقحة، وهي الناقة ذات اللبن.
(117) أي: يوم هلاك اللئام. كذا فسروه.
(118) أي: قدرت عليهم، فارفق بهم، ولا تأخذهم بالشدة. (يقرون): من القرى، وهي الضيافة.

الصفحة 69