كتاب مختصر صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 3)

«أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: «أَوْ ذَاكَ». فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ؛ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِىٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ (123) فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ، فَمَاتَ مِنْهُ , قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا؛ قَالَ سَلَمَةُ: رَآنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[شاحِباً] وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِى , [فـ] قالَ [لى]: "ما لَكَ؟ ". قلتُ: فدَاك أبي وأمي، زَعمُوا أنَّ عامرًا حَبِطَ عَملُهُ! قالَ: ["مَن قالَه؟ ". قلتُ: قالَه فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ الأَنْصَارِىُّ، فَقَالَ] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ [اثنينِ 8/ 41]، وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِىٌّ مَشَى (وفى روايةٍ: نَشأَ) بِهَا مِثْلَهُ (124) (وفى روايةٍ: وأى قتلٍ يَزيدُه عليهِ؟) ".
1770 - عن أبي موسى الأشعريِّ قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ -أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (125) - أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ (وفى راويةٍ: فَجَعَلْنَا لاَ نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلاَ نَعْلُو شَرَفًا، وَلاَ نَهْبِطُ فِى وَادٍ, إِلاَّ رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا) بِالتَّكْبِيرِ (وفى روايةٍ: فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ؛ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا 4/ 16): اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , [قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم على بَغلَتِهِ 7/ 169] , [قالَ: فدَنا منَّا - صلى الله عليه وسلم] , فقالَ:
__________
(123) أي: حده. قوله: "عين ركبة عامر"؛ أي: رأس ركبته.
(124) أي: قلَّ من العرب من مشى مثله بهذه الخصلة الحميدة التي هي الجهاد في سبيل الله مع الجهد والجد. هذا؛ وعلى روايةٍ: (نشأ) بدل (مشى) يعود ضمير (بها) إلى أرض المدينة.
(125) يعني: من خيبر إلى المدينة. قالَ الحافظ: "هذا السياق يوهم أن ذلك وقع وهم ذاهبون إلى خيبر، وليس كذلك، بل إنما وقع ذلك حال رجوعهم؛ لأن أبا موسى إنما قدم بعد فتح خيبر مع جعفر؛ كما سيأتي في الباب من حديثه (بعد سبعة أحاديث) واضحاً، وعلى هذا؛ ففي السياق حذف تقديره: لمَّا توجه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فحاصَرَها، ففتَحَها، ففرغ، فرجع؛ أشرف الناس ... إلخ".

الصفحة 71