كتاب مختصر صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 3)

"إنْ قُتِلَ زيدٌ فجعفرٌ، وإنْ قُتِلَ جعفرٌ فعبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ".
قالَ عبدُ اللهِ: كنتُ فيهِم في تلكَ الغزوةِ، فالْتَمَسْنا جعفرَ بنَ أبي طالبٍ، فوجدناهُ في القَتْلى، ووجَدْنا ما في جسدهِ (وفي روايةٍ: فعَدَدْتُ بهِ) بِضْعًا وتسعينَ مِن طعنةٍ، [وضَربةٍ]، ورَمْيةٍ.
1788 - عن خالدِ بنِ الوليدِ قالَ: لقدِ انقطَعَتْ (وفي روايةٍ: دُقَّ) في يَدي يومَ مُوتَةَ تِسعَةُ أسيافٍ، فما بَقِيَ في يَدِي إلاَّ (وفي روايةٍ: وصَبَرَتْ في يَدِي) صَفِيْحَةٌ يَمَانِيَةٌ (138).
1789 - عن النعمانِ بنِ بشيرٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: أُغْمِىَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِى: وَاجَبَلاَهْ، وَاكَذَا، وَاكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ, فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلاَّ قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَلِكَ (139)؟! [فلما ماتَ؛ لم تَبْكِ عليهِ].

47 - بابُ بَعْثِ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - أسامةَ بنَ زيدٍ إلى الحُرَقاتِ (140) مِن جُهَيْنَةَ
1790 - عن سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ قالَ: غَزَوْتُ معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَواتٍ، [فذكرَ خيبرَ، والحُديبيَةَ، ويومَ حُنينٍ، ويومَ القَرَدِ. قالَ يزيدُ: ونسيتُ بقيَّتَهُم] (141)،
__________
(138) (الصفيحة): السيف العريض.
(139) استفهام على سبيل الِإنكار، يريد به نهيها عن البكاء عليه؛ كما في (الشارح).
(140) ضبطه الشارح بضم الحاء والراء، والحال أن الراء مفتوحة في المفرد، وهو: الحُرَقَة؛ وِزان هُمَزَة ولُمَزة، قالوا: وهي قبيلة من جُهينة، سميت بذلك؛ لأن أباهم حرق قوماً بالقتل، وبالغ في ذلك، والجمع فيه باعتبار بطون تلك القبيلة.
(141) كذا، وعلى الهامش: الصواب روايةٍ: "بقيتها"، أو "بقيتهن".

الصفحة 80