كتاب مشكل الحديث وبيانه

{فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين}
وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مخبرا عَن الله تَعَالَى أَنه قَالَ
أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر // أخرجه الْأَمَام أَحْمد //
فَأَما قَوْله من ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ وَأطيب فقد قَالَ بعض أهل الْعلم
إِن المُرَاد بالملأ الْمَلَائِكَة وَأَنه تَعَالَى يشهدهم على مَا يفعل بِهِ من الكرامات ويمدحه ويثني عَلَيْهِ عِنْدهم وَقد جعل قوم هَذَا الْخَبَر حجَّة فِي تَفْضِيل الْمَلَائِكَة على الْمُؤمنِينَ من بني آدم
وَمن ذهب إِلَى تَفْضِيل الْأَنْبِيَاء والأولياء من الْآدَمِيّين على الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ يُجيب من ذَلِك
بِأَن معنى قَوْله خير مِنْهُ يرجع إِلَى الذّكر كَأَنَّهُ قَالَ بِذكر خير من ذكره وَأطيب

الصفحة 321