كتاب مشكل الحديث وبيانه

ذكر خبر آخر وتأويله

فَإِن قيل فَمَا تَقولُونَ فِيمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ
إِن بني إِسْرَائِيل سَأَلُوا مُوسَى بِمَا شبهت كَلَام الله تَعَالَى
فَقَالَ بأشد مَا يكون من الصَّوَاعِق وَلَيْسَ بذلك
وكما رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ
إِذا تكلم الله بِالْوَحْي سمع أهل السَّمَاء صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فَيَقُولُونَ مَاذَا قَالَ رَبنَا فَيُقَال الْحق الْحق فَيَقُول الْمَلَائِكَة الْحق الْحق ثمَّ قَرَأَ قَوْله {حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم قَالُوا مَاذَا قَالَ ربكُم قَالُوا الْحق وَهُوَ الْعلي الْكَبِير}
تَأْوِيله

أعلم أَن كَلَام الله تَعَالَى لَيْسَ بِحرف وَلَا صَوت عندنَا وَإِنَّمَا الْعبارَات عَنهُ تَارَة تكون بالصوت والعبارات هِيَ الدَّالَّة عَلَيْهِ وأمارات لَهُ تظهر لِلْخلقِ

الصفحة 351