كتاب مشكل الحديث وبيانه

وَقد ذكرنَا فِيمَا قبل أَنا لَا ننكر القَوْل أَن الله فِي السَّمَاء إتباعا للفظ الْكتاب وَلَكنَّا نأبى أَن يكون مَعْنَاهُ على معنى كَون الْجِسْم فِي الْجِسْم بالتمكن عَلَيْهِ وَلِأَن ذَلِك يُؤَدِّي إِلَى القَوْل بحدوثه ونفيه تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا
وتأويلنا أَيْضا حَدِيث الْجَارِيَة لما قَالَ لَهَا أَيْن الله فَقَالَت فِي السَّمَاء فَلم يُنكر عَلَيْهَا بل اعتقها فَإِنَّهَا مُؤمنَة ونابت إشارتها عَن إِقْرَارهَا ودلت على مَا فِي قَلبهَا من الْإِخْلَاص والمعرفة بِاللَّه فَكَذَلِك شهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإيمانها

الصفحة 398