كتاب مشكل الحديث وبيانه

ينقص مَال من صَدَقَة فصدقوا وَلَا يعْفُو رجل عَن مظْلمَة يَبْتَغِي بهَا وَجه الله إِلَّا رَفعه الله بهَا يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يفتح رجل على نَفسه بَاب مَسْأَلَة إِلَّا فتح الله عَلَيْهِ بَاب فقر
فَهَذَا النَّحْو من الْأَخْبَار بِمَعْنى ذكر الْوَجْه فِيهِ الْإِخْلَاص لله بِالطَّاعَةِ
وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يُرَاد بِذكر الْوَجْه الْمُضَاف إِلَى الله عز وَجل صفته على حسب مَا يَقُول وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى {وَيبقى وَجه رَبك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام}
وَكَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن رَبك سَأَلَني مَا جَزَاء من أذهبت كريمتيه فِي الدُّنْيَا فَقلت لَا علم لي إِلَّا مَا علمتني قَالَ جَزَاؤُهُ الْخلد فِي دَاري وَالنَّظَر إِلَى وَجْهي
وَكَقَوْلِه وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين أَن ينْظرُوا إِلَى رَبهم إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه
وَمثله مَا رُوِيَ فِي تَأْوِيل قَوْله عز وَجل {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة}
عَن أبي بكر أَنه قَالَ الزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه رَبهم

الصفحة 429