كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف ت التركي (اسم الجزء: 9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عَيْرٍ إلى أُحُدٍ». وكذا قال الحَازِمِىُّ (¬1) وجماعةٌ، وقال: الرِّوايَةُ صحيحَةٌ. وقدَّرُوا كما قدَّر المُصَنِّفُ، والشَّارِحُ. قال فى «المُطلِعِ»: وهذا كلُّه لأنَّهم لا يعْرِفُون ثَوْرًا بالمدِينَةِ، وقد أخْبَرَنا العَلَّامَةُ عَفِيفُ الدِّينِ عبدُ السَّلامِ بنُ مَزْرُوعٍ البَصْرِىُّ (¬2)، قال: صَحِبْتُ طائفَةً مِنَ العرَبِ مِن بَنِى هَيثمٍ، وكنتُ إذا صَحِبْتُ العرَبَ أسْأَلُهم عمَّا أراه مِن جَبَلٍ أو وادٍ، وغيرِ ذلك، فمرَرْنا بجَبَلٍ خلفَ أُحُدٍ، فقلْتُ: ما يُقالُ لهذا الجَبَلِ؟ قالوا: هذا جَبَلُ ثَوْرٍ. فقلْتُ: ما تقُولُون؟! قالوا: هذا ثَوْرٌ معْروفٌ مِن زَمَنِ آبائِنا وأجْدادِنا. فنَزلْتُ وصلَّيْتُ رَكْعَتَيْن. انتهى. وقال العَلَّامَةُ ابنُ حجَرٍ فى «شَرْحِ البُخَارِىِّ (¬3)»: وذكَر شيْخُنا أبو بَكْرِ بنُ حُسَيْنٍ المرَاغِىُّ (¬4)، نزِيلُ المدِينَةِ، فى «مُخْتَصَرِه» لأخْبارِ المدِينَةِ، أنَّ خَلَفَ أهْلِ المدِينَةِ ينْقُلُون عن سَلَفِهم؛ أنَّ خَلْفَ أُحُدٍ، مِن جِهَةِ الشَّمالِ، جبَلًا صغِيرًا إلى الحُمْرَةِ بتَدْويرٍ، يُسَمَّى ثَوْرًا. قال: وقد تحَقَّقْتُه بالمُشاهَدَةِ.
¬_________
(¬1) محمد بن موسى بن عثمان الحازمى الهمذانى، أبو بكر. الإِمام الحافظ، الحجة الناقد، النسابة البارع، له كتاب «الناسخ والمنسوخ» و «المؤتلف والمختلف فى أسماء البلدان». توفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة. سير أعلام النبلاء 21/ 167 - 172.
(¬2) عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد المصرى البصرى، أبو محمد، عفيف الدين، فقيه حنبلى محدث حافظ. توفى سنة ست وتسعين وستمائة. شذرات الذهب 5/ 435، 436.
(¬3) انظر: فتح البارى 4/ 82، 83.
(¬4) أبو بكر بن حسين بن عمر العثمانى المراغى المصرى، زين الدين. إمام علامة، ولى قضاء المدينة، واختصر «تاريخ المدينة». توفى سنة ست عشرة وثمانمائة. شذرات الذهب 7/ 120.