كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف ت التركي (اسم الجزء: 27)

وَعَلَى رَعِيَّتِهِ مَعُونَتُهُ عَلَى حَرْبِهِمْ، فَإِنِ اسْتَنْظَرُوهُ مُدَّةً، رَجَاءَ رُجُوعِهِمْ فِيهَا، أَنْظَرَهُمْ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهو أوْلَى. انتهى. قلتُ: وهو الصَّوابُ. قال الزَّرْكَشيُّ: الخَوارجُ الذين يُكفِّرون بالذَّنْبِ، ويكفِّرون عُثْمانَ، وَعَلِيًّا، وطَلْحَةَ، والزُّبَيرَ، رَضِيَ اللهُ عنهم، ويَسْتَحِلُّون دِماءَ المُسْلِمين وأمْوالهم، فيهم رِوايَتان. حَكاهما القاضي في «تَعْليقِه»؛ إحْداهما، هم كفَّارٌ. والثَّانية، لا يُحْكَمُ بكُفْرِهم.
تنبيه: قولُه: فإنْ فاءُوا، وإلَّا قاتلَهم. يعْنِي وُجوبًا. جزَم به في «المُغْنِي»، و «الشَّرْحِ»، والقاضي، وغيِرُهم. قال الزَّرْكَشيّ: وظاهِرُ قِصَّةِ الحُسَينِ بن عليٍّ، رَضِيَ الله عنهما، وقوْلِه عليه أفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام: «ستَكُونُ فِتْنَةٌ» (¬1). يقْتَضِي أنَّ القِتال لا يجبُ. ومال إليه.
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري، في: باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، من كتاب الفتن. صحيح البخاري 9/ 64. ومسلم، في: باب نزول الفتن كمواقع القطر، من كتاب الفتن وأشراط الساعة. صحيح مسلم 4/ 2211 - 2213. والترمذي، في: باب ما جاء تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، من أبواب الفتن. =

الصفحة 68