كتاب الشرح الكبير على المقنع ت التركي (اسم الجزء: 30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} (¬1). وقال تعالى في اللِّعانِ: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (¬2). وقال سبحانه: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} (¬3). قال بعضُ المفَسِّرين: مَن أقْسَمَ باللَّهِ فقد أَقْسَمَ باللَّهِ جَهْدَ اليَمِينِ. واسْتَحْلفَ النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رُكانَةَ بنَ عبدِ (¬4) يَزِيدَ في الطَّلاقِ، فقال: «آللَّهِ مَا أَرَدْتَ إلَّا وَاحِدَةً؟» (¬5). وقال عثمانُ لابنِ عُمَرَ: تحْلِفُ باللَّهِ لقد بِعْتَه وما به داءٌ تَعْلَمُه (¬6). ولأَنَّ [في اللَّهِ] (¬7) كِفَايَةً، فوجبَ أَنْ يُكْتَفَى باسْمِه في اليَمِينِ، كالمواضِعِ التى سَلَّمُوها. فأمّا حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ [وعُمَرَ] (¬8)، فإنَّه يدُلُّ على جَوازِ الاسْتِحْلافِ كذلك (¬9)، وما ذكَرْناه يدُلُّ على الاكْتِفاءِ باسْمِ (¬10) اللَّهِ تعالَى وحدَه، وما ذكَرَه الباقونَ تحَكُّمٌ لا نَصَّ فيه، ولا قِياسَ يَقْتَضِيه. إذا ثَبَتَ هذا، فإنَّ اليَمِينَ في حقِّ المسلمِ والكافرِ جميعًا باللَّهِ تعالى، لا يَحْلِفُ أحدٌ بغيرِه؛ لقولِ اللَّهِ تعالى: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ}. ولِقولِ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ
¬_________
(¬1) سورة المائدة 107.
(¬2) سورة النور 6.
(¬3) سورة الأنعام 109، سورة النحل 38، سورة النور 53، سورة فاطر 42.
(¬4) في الأصل: «عبيد».
(¬5) تقدم تخريجه في 22/ 239.
(¬6) تقدم تخريجه في 11/ 256، 28/ 433.
(¬7) في م: «فيه».
(¬8) في النسخ: «وابن عمر». والمراد حديث عمر المتقدم حين حلف لأبى، وانظر: المغنى 14/ 223.
(¬9) في النسخ: «لذلك». وانظر المغنى الموضع السابق.
(¬10) في ق، م: «ببسم».
الصفحة 122