جمهورُ الرُّواةِ، منهم القَعْنَبِيُّ (¬1) وغيره (¬2).
وقال فيه مُطَرِّف (¬3): عن مالكٌ، عن أبي عبد الله الصُّنَابِحيِّ، وتَابَعَهُ إسحاق بن عيسى الطّبّاع (¬4) وطائفة، وهو الصّوابُ.
وهو أبو عبد الله الصُّنابحيُّ، واسمه عبدُ الرحمنِ بن عُسَيلَةَ، وهو من كبار التّابعين، لا صُحْبَةَ له (¬5)، ورُوِيَ عنه (¬6)؛ أنّه قال: لم يكُنْ بيني وبينَ رسولِ الله إلَّا خَمْسُ ليالٍ، تُوُفِّيَ وأنا بالجُحْفَةِ، فقَدِمْتُ وأصحابُه يتوافدون.
قال الشّيخ أبو عمر - رضي الله عنه (¬7) -: واضطرب ابنُ مَعِين في أحاديثه، فمرّةٌ قال: يشبه أنّ تكون له صُحْبَة (¬8). ومرّة قال: أحاديثُه مُرْسَلَة، ليست له صُحْبَةٌ (¬9). وهو الصّحيحُ (¬10).
وأحاديثُه في الموطَّأ مشهورةٌ، جاءت عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - من طُرُق صحاحٍ من أحاديثِ أهل الشّام.
¬__________
(¬1) في موطَّئِهِ (21).
(¬2) كمحمّد بن الحسن (181)، وسويد (27)، والزهري (31)، وقتيبة بن سعيد عند الجوهري (342)، والشافعيّ في الرسالة (874).
(¬3) هو راوي الموطَّأ مطرِّف بن عبد الله الهلالي، مولاهم، ابن أخت الإمام مالكٌ، توفّي سنة: (220)، وقيل غير ذلك. انظر إتحاف المسالك لابن ناصر الدين الدمشقي: 83.
(¬4) وبهذا السند نفسه، رواه إسحاق كما في مسند أحمد: 7/ 349 لكن لمتن آخر هو قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا توضّأ العبد ... ". وانظر التعليق المفيد لبشار عواد معروف على الموطَّأ: 1/ 68 - 70 رواية يحيى.
(¬5) انظر طبقات ابن سعد: 7/ 426، والتاريخ الكبير للبخاري: 5/ 322، والإصابة: 4/ 217.
(¬6) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 5/ 262 , وابن سعد في الطبقات: 7/ 510.
(¬7) في الاستذكار: 1/ 135.
(¬8) رواه عن ابن معين عبّاس الدُّوري في تاريخه: 2/ 339، وانظر تهذيب الكمال: 16/ 344.
(¬9) انظر جامع التحصيل للعلائي:218.
(¬10) انظر التمهيد: 4/ 4 - 6.