كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 1)

والحديث الثاني (¬1): ذَكَرَهُ ابنُ وهبٍ، عن يونس، عن ابن شِهَاب كذلك مُسنَدًا.
وروى (¬2) يحيى (¬3) وجماعة (¬4): "مَسَاجِدنا" ورَوَت طائفةٌ (¬5): "مَسْجِدنَا" والمعنى واحد، و "مساجدنا" أعمّ، وإن كان. الواحد من الجنس في معنى الجماعة. وفي بعض الأحاديث المسندة "فَلاَ يَقرَبَنَا، وَلاَ يُصَلِّي مَعَنَا في مَسجِدِنَا" (¬6) وفي بعضها "فَلَا يَغشَانَا في مَسَاجِدِنَا" (¬7).
والحديث الثالث (¬8): ورد في الصّحيح من طريق ابن عمر (¬9)، وجابر (¬10)، وأَنَس (¬11)، وأبي سعيد (¬12)، ووقع طرفٌ منه في حديث سَلَمَة بن الأَكوَع (¬13)، وهو قوله: "أَصَابَتنَا مَخمَصَةٌ بخَيبَرَ" لأنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قد نَهَى عن أكل الثُّوم والبصل، فأصابتهم مجاعة بخَيبَر، فوقعوا في زراعة بصل فأكلوها من الجوع، فقال النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "مَنْ أكلَ من هذه الشَّجرَةِ فلا يَقرَبْ مسجدَنَا" فقال النَّاسُ: حُرِّمَت، فبلغَ ذلك رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ، ليس لي تحريمُ ما أحلَّ اللهُ، ولكنّها شجرةٌ أَكرَهُ رِيحَهَا" (¬14).
وذَكر - صلّى الله عليه وسلم - أحاديثَ كثيرة في المصنَّفات، مُعْظَمُها سردناه لك في هذا "المختصر".
¬__________
(¬1) هذا الطريق مقتبس من التمهيد: 6/ 412.
(¬2) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: 1/ 152 (ط. القاهرة).
(¬3) في موطئه (30).
(¬4) منهم: محمَّد بن الحسن (920)، وروح بن عبادة كما في غرائب حديث مالكٌ للبزّاز (39).
(¬5) منهم: القعنبيّ (25)، وسويد (37).
(¬6) رواه البخاري (856) ومسلم (562) من حديث أنس, بدون زيادة "في مسجدنا" وهي زيادة ليست في الأصل المنقول منه وهو الاستذكار.
(¬7) أخرجه البخاري (854)، من حديث جابر.
(¬8) انظره في القبس: 1/ 112.
(¬9) أخرجه البخاري (853)، ومسلم (861).
(¬10) أخرجه البخاري (854)، مسلم (564).
(¬11) أخرجه البخاري (856)، ومسلم (862).
(¬12) أخرجه مسلم (565).
(¬13) أخرجه البخاري (4196)، ومسلم (1802).
(¬14) أخرجه مسلم (565) من حديث أبي سعيد الخدريّ.

الصفحة 472