الفصل الثّاني في ذكر الفوائد المنثورة في هذا الحديث
وهي ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى:
قولُه (¬1): إنّ عثمان جلس على المقاعد، فجاءهُ المؤذِّنُ فآذَنَهُ بصلاةِ العَصْرِ، فدَعَا بماءِ فتوضَّأ، ثم قال، واللهِ لأُحَدِّثُكُمْ حديثًا، لوْلاَ أنّه في كتابِ اللهِ ما حَدَّثْتُكُمُوهُ، ثمّ قال: سمعتُ رسول - صلّى الله عليه وسلم - الحديث.
قوله: "جَلَسَ على المقاعِدِ" والمقاعدُ عبارة عن الموضع المقصود الّذي يجلس عليه، وتختصّ بهذا الاسم إذا كانت مرتفعة فإنّه أيسر للقعود، وهي حجارة كِبَار بِقُرْبِ دار عثمان (¬2).
الفائدة الثّانية:
قولُه: "لَوْلاَ أنَّه في كتاب اللهِ مَا حدَّثتُكُمُوهُ" اختلف الرُّؤاةُ في ضبط هذا الحرف؟ فمنهم من ضَبَطهُ بالياء المعجمة (¬3).
ومنهم من ضبطه بالنُّون، "ولولا أنَّه" بالنّون هي رواية يحيى بن يحيى (¬4)، والصحيح ما رواه مسلم (¬5) والقَعْنَبِيّ (¬6)، وذلك أنّهما قالا: "لَوْلاَ آيَةٌ في كتابِ اللهِ" بالياء.
كشفٌ وإيضاحٌ:
لكنّهما اختلفا في تعيينِ الآية:
فقال عُرْوَة: الاَيةُ قولهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} الآية (¬7).
¬__________
(¬1) في حديث الموطَّأ (65) رواية يحيى.
(¬2) انظر مشكلات موطَّأ مالكٌ: 59.
(¬3) منهم ابن القاسم (476).
(¬4) وكذلك في المطبوع من رواية سويد (59).
(¬5) الحديث (227).
(¬6) في موطئه، الحديث (38).
(¬7) البقرة: 159.