ولم يثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- في مسح الأُذُنَين شيء، إلَّا ما ذكرنا في فضل الوضوء: "فإذَا مَسَحَ برَأسِهِ خرجتِ الخطايا من رأسه حتّى تخرُجَ من أُذُنَيهِ"، وقد خرَّجَ النّسائي (¬1) حديثًا؛ أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- توضَّأ ومسح برأسه وأُذُنَيه.
حديث مالكٌ (¬2)؛ أنّه بلغه أنّ جابِرَ بن عبد الله سُئِلَ عنِ المسحِ على العِمَامَةِ، فقال: لا، حتَّى يُمسَحَ الشَّعَرُ بالماءِ.
فيه فصلان:
الفصل الأوّل (¬3) في الإسناد
قال الإمام: هذا حديث رواه عبدُ الرحمنِ بنُ إسحاقَ، عن أبي عُبَيدَةَ بن محمد بن عمارِ بنِ ياسرٍ قال: سألتُ جابرًا عن المسحِ على العِمَامة فقال: امِسَّ الشَّعَرَ بالمَاءِ (¬4). لا أعلَمُه يتّصلُ بغير هذا الإسناد، رواه عن عبد الرحمن بن إسحاقَ، يزيدُ بنُ زُرَيع وبِشرُ بنُ المفضل، وغيرهما.
مالكٌ (¬5)، عن هشام؛ أنّ أباه كان يَنزِعُ العِمَامَةَ، ويَمْسَحُ رَأسَهُ بالمَاءِ.
*مالكٌ (¬6)، عن نافع؛ أنّه رأى صفيةَ بنتَ أبي عُبَيدٍ امرأةَ عبدِ الله بن عمرَ تَنزِعُ خمارَها وتمسحُ على رأسِها* ونافعٌ يومئذٍ صغيرٌ.
¬__________
(¬1) في الكبرى (170) من حديث ابن عبّاس.
(¬2) في الموطَّأ (74) رواية يحيى.
(¬3) هذا الفصل مقتبس من الاستذكار: 264/ 1 - 265 (ط. القاهرة).
(¬4) أخرجه بهذا الإسناد الترمذي (102)، من طريق بشر بن المفضل".
(¬5) في الموطَّأ (75) رواية يحيى.
(¬6) في الموطَّأ (76) رواية يحيى.