كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 2)

الكلام فيه على ثلاثة فصول:

الفصلُ الأوّل في التّرجمة
قال الإمامُ الحافظُ - رضي الله عنه -: عقَّب مالكٌ - رضي الله عنه - بحديث أبي هريرة ليبيِّنَ التَّرجمة في تأكيد المضمضة والاستنشاق، وأنّ النّبىَّ - صلّى الله عليه وسلم - كما فعلهما فعلًا فكذلك أمر بهما قولًا، فجعلهما مالكٌ أصلًا في هذا الباب.

الفصل الثاني في الإسناد
وحديث (¬1) ابن شهاب (¬2)، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة؛ أنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "من توضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِر، ومَنِ اسْتجْمَرَ فَلْيُوتِر" وعند بعض الرُّواة (¬3) في حديث أبي الزِّناد: "فليجعل في أنفِه ماءً" (¬4) وبعضهم يرويه وليس عندهم "ماء" والمعنى قائم.
وليس في الموطّأ في حديث مُسْنَدٍ لفظ "الاستنشاق" ولا يكون الاستنثار إلَّا بعد الاستنشاق، ولفظ "الاستنشاق" موجودٌ في حديث أبي هريرة (¬5)، وفي حديث أبي رَزِين بن العُقَيلي (¬6)؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - تمضمض واستنشقَ، من حديث عثمان (¬7) وعائشة وغيرهم.
¬__________
(¬1) من هنا إلى آخر الكلام مقتبس من الاستذكار: 1/ 71 (ط. القاهرة).
(¬2) في الموطَّأ (34) رواية يحيى.
(¬3) في الاستذكار: "عند بعض شيوخنا".
(¬4) وهي رواية يحيى والقعنبي (27) وذكر ابن عبد البرّ في التمهيد: 18/ 220 - 221 أنّها أيضًا رواية ابن بُكَير ومَعْن.
(¬5) أخرجه البخاري (162)، ومسلم (237).
(¬6) واسمه: لقيط بن صبرة، وحديثه عند أبي داود (2366)، وابن ماجه (407)، والنسائي في الكبرى (3047).
(¬7) أخرجه عبد الرزاق (125).

الصفحة 26