كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 2)

بالأوقات والحساب لا يختلفون أنّ الشّمس لا تزول إلَّا في آخر السّاعة السّادسة (¬1)، ثمَّ تقعُ الصّلاة إذا فاء الفَيءُ ذراعًا، وذلك في السّاعة الثّامنة بعد مسير خمسها (¬2) في زمان الصّيف، وبعد مسير نصفها في زمان الشِّتاء. وقولُ العرب يردُّ قولَ ابن حبيب؛ لأنّهم لا يسمّون الرَّوَاح إلَّا عند الزَّوال.
المسألة السّابعة (¬3):
قوله: "مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ رَاحَ" كلمة تقتضي المُهْلَة، ولا يلزم عنها احتمال أنّ يكون الرَّواح متَّصلًا بالغُسْلِ، وإنّما يُعْطي المعنى - أنّ المقصودَ النّظافة لليوم بالغُسْلِ والطِّيبِ، حتّى يذهب التَّفلُ (¬4) والشَّعثُ (¬5).
وقوله: "فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً" إنباءٌ عنِ اسْتيفاء الأَجْرِ في الشُّكر، ثمّ ينقصُ الأَجْرُ عن الاستيفاء نُقْصانًا مقدَّرًا، بالبقرة مع البدنة، وكذلك مَنَازِلُه (¬6) إلى البَيْضَة والعُصْفُور.
المسألة الثّامنة (¬7):
أمّا البدنة والبقوة والشّاة، فهي قربان. وأمّا البيضةُ والعصفورُ - على ما ورد في بعض الأحاديث (¬8) -، فلا يكونان (¬9) قربانًا بحالٍ، ولكن تصحُّ الصَّدَقةَ بهما. وتسمَّى الصَّدقة قُربَانًا لأنّه قَرَنَها بالقُربان، على معنى تسميّة الشَّيء باسم صاحبه وقرينه أو ملازمه في القرينة (¬10).
المسألة التّاسعة (¬11):
قوله: "فَإذَا خَرَجَ الامَامُ حَضَرَتِ الملائِكَةُ" ثبت عن أبي هريرة؛ أنّ النَّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) في شرح ابن بطّال: " ... الشّمس إنّما تزول في أوّل الساعة السابعة".
(¬2) في النسخ:"مسيرها" والمثبت من شرح البخاريّ.
(¬3) انظرها في العارضة: 2/ 282 - 283.
(¬4) في العارضة: "التَّفَثُ" وهي سديدة أيضًا.
(¬5) جـ، والعارضة: "والتّعب".
(¬6) في العارضة: "على منازله".
(¬7) انظرها في العارضة: 2/ 283.
(¬8) رواه النّسائي في الكبرى (1695) من حديث أبي هريرة.
(¬9) م، غ، العارضة: "يكون".
(¬10) م: "تسمية الشيء باسم الشيء وقرينه وملازمه في العربية"، غ، جـ: "تسمية الشيء بالشيء باسم صاحبه وقرينه وملازمه في العربية) والمثبت من العارضة.
(¬11) انظرها في العارضة: 2/ 283.

الصفحة 439