كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 2)

وقد خرّج الترمذي (¬1)، عن جابر بن سَمُرَة؛ أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قرأَ عَلَى المِنْبَرَ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} (¬2). وقد خرّج الأيِمَّة (¬3)، عن أمِّ هشام ابنة حارثة بن النُّعمان، قالت: حفظتُ مِن في رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - على المِنْبَرِ يوم الجمعة {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (¬4).

ما جَاء في السّاعة الّتي في يومِ الجُمُعَة
مالك (¬5)، عن أبي الزِّنَادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: "فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مسلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يصَلِّي، يَسأَلُ اللهَ شيئًا, إلا أَعطَاهُ إِيَّاهُ" وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
الإسناد (¬6):
هكذا يقول عامة رواة "الموطَّأ" (¬7): "وَهُوَ قَائِمٌ يصَلِّي"، وأسقط بعض الرُّواة "يُصَلِّي" (¬8) وأثبتها بعضهم، وهي ثابتة في حديث أبي الزِّناد (¬9). وكذلك رواها (¬10) قُتَيْبَة بن سعيد (¬11)، وابن أبي أُوَيْس (¬12)، وأبو مُصْعَب (¬13).
الفوائد فيه خمسٌ: الفائدة الأولى:
فيه من الفقه: أنّ في يوم الجمعة ساعة هي (¬14) أفضل السّاعات، وفضل اليوم
¬__________
(¬1) في جامعه الكبير (508) من حديث يَعْلَى بن أُمَيَّة، لا من حديث جابر بن سمرة.
(¬2) الزخرف 77.
(¬3) منهم الإمام مسلم (873)، وأحمد: 6/ 463، وابن خزيمة (1786).
(¬4) سورة ق:1.
(¬5) في الموطَّأ (290) رواية يحيى.
(¬6) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: 2/ 300 (ط. القاهرة) بتصرّف.
(¬7) انظر رواية ابن القاسم (332)، والقعنبي (248)، وسويد (302).
(¬8) في الاستذكار والتمهيد: 19/ 17 "وهو قائم يصلّي" وفي مسند الموطَّأ للجوهري: 400 "وهو قائم"، وكذلك في المنتقى، وهو الصّواب.
(¬9) الّذي رواه البخاريّ (935)، وانظر التمهيد: 19/ 17.
(¬10) أي وكذلك رواها بدون لفظ: "وهو قائم".
(¬11) كما هي عند الجوهري في مسند الموطَّأ (526)، ومسلم (852)، والنسائي في الكبرى (1748).
(¬12) كما هي عند الطبراني في الدُّعاء (170)
(¬13) في روايته (462).
(¬14) جـ: "من"

الصفحة 459