واختلَفَ رُوَاةُ "الموطّإِ"، فبعضهم يقول: من آل الأزرق، وكذلك قال ابنُ القاسم وابنُ بُكَير (¬1).
قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي (¬2): لم يرو هذا الحديث عن النّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم - إلَّا أربعة: أبو هريرة، وجابر (¬3)، والفِراسِيّ (¬4)، والعركي (¬5).
قال الإمام: وأمثلُها حديث أبي هريرة هذا الّذي رواه مالك.
الفصل الثّالث (¬6) في حظِّ الأصول والمعاني
قال الإمام الحافظ: اتَّفقتِ الصَّحابة- رضوان الله عليهم- على جواز الوضوء بماء البحر، إلّا رواه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو كان يقول: هو طبق جهنّم (¬7)، ورُوِيَ عنه أنّه كان يقول: هو ماء سخط وعذاب فلا يُتَوَضَّأ به.
¬__________
(¬1) اختصر المؤلِّف هاهنا كلام ابن عبد البرّ اختصارًا شديدًا، وإليكموه كما في الاستذكار: "واختلف رواة الموطَّأ، فبعضهم يقول: من آل بني الأزرق كلما قال يحيى، وبعضهم يقول: من آل الأزرق، وكذلك قال القعنبيّ، وبعضهم يقول: من آل ابن الأزرق، وكذلك قال ابن القاسم وابن بكير، وهذا كلّه غير متضاد".
قلنا: الّذي وجدناه في المطبوع من القعنبيّ (31) "من آل ابن الأزرق" وكذلك في رواية أبي داود (83) عن القعنبيّ. أما في رواية ابن حبَّان (1243) ففيها: "من آل بني الأزرق"، ولعل الصواب هو ما رواه الجوهري في مسنده (441)، والحاكم: 1/ 140 عن القعنبيّ: "من آل الأزرق" وهو الصواب الّذي يوافق ما ذكره ابن عبد البرّ. وانظر رواية ابن بكير: لوحة 7/ أففيها: "من آل ابن الأزرق".
(¬2) انظر هذا القول في العارضة: 1/ 87، والقبس: 1/ 140 - 141.
(¬3) أخرجه ابن ماجه (388) وغيره.
(¬4) أخرجه ابن ماجه (387).
(¬5) ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/ 215 أنّ الطبراني رواه في معجمه الكبير بإسناد حسن.
(¬6) انظر بعضه في القبس: 1/ 142.
(¬7) أورده ابن رجب في التخويف من النّار: 47، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب الزهد: 288 من قول سعيد بن أبي الحسن.