كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 2)

ومن نسي الاستجمار وصلَّى، فقد روُيَ عن أشهب عن مالكٌ؛ أنّه قال: أرجو ألاّ تكون عليه إعادة.
وقال ابن مَسْلَمَة (¬1) في "المبسوط": من تَغَوَّطَ أو بال فلم يغسله ولم يمسحه حتّى صلّى، فإنّه يعيد في الوقت؛ لأنّه كسائر الجسد، إلَّا أنّه يجزئ فيه المسح ولا يجزئ في الجسد.
تكملة (¬2):
قال الإمام أبو بكر: وفائدةُ تخصيصه: بثلاثة أحجار بالذِّكر؛ لأنّه كان يحبُّ الْوِتْرَ في جميعِ أفعاله، ولأنّها كافية في الأغلب: حجران للصَّفحتين وحجر للسّوأة، والله أعلم. خرَّجَهُ الدّارقطني (¬3).
حديث مالكٌ (¬4)، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - خرجَ إلى المقبرة الحديث إلى آخره.
فيه من الفوائد سبع عشرة فائدة:
الفائدة الأولى:
قوله: "خَرَجَ إِلَى المقبَرَةِ" يقتضي إباحة زيارة القبور، وهذا مجتمعٌ عليه للرِّجال، مختَلَفٌ فيه للنِّساء. ثبت عنه - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: "كنت نهيتُكُم عن زيارة القبور فزُورُوها"
¬__________
(¬1) هو محمد بن مسلمة (ت. 216) سبقت ترجمته.
(¬2) هذه التكملة من إنشاء المؤلِّف.
(¬3) في سننه: 1/ 56 وقال: "إسناده حسن"، وأخرجه الروياني في مسنده (1108)، والطبراني في الكبير (5697)، والبيهقي: 1/ 114. كلهم من حديث سهل بن سعد. وانظر تحفة المحتاج: 171.
(¬4) في الموطَّأ (64) رواية يحيى.

الصفحة 96