كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

حديث مالكٌ (¬1)، عن أبي النَّضْرِ، حديثٌ موقوفٌ (¬2)، وهو أيضًا حديثٌ مرفوعٌ عن زيد، عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - (¬3)، ويَتَّصلُ من وجوه صِحَاحٍ (¬4).
الفقه (¬5):
قوله (¬6): "أفضلُ الصّلاةِ صَلاتُكُم في بيوتِكُم، إلَّا المكتوبةِ" يعني بذلك أنَّ المكتوبةَ إظهارها والاجتماع إليها أفضل، وأمّا التّنفُّل ففي البيوت أفضل؛ لانّ الإخفاءَ (¬7) والاستتار بها أفضل وأسلم من الآفات، وقد رَوَى ابنُ القاسم عق مالك؛ أنّ التَّنفُل في البيوت أفضل من التَّنفُلِ في مسجد النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - صلّى الله عليه، إلَّا للغُرَبَاء فإنّ تَنَفُّلَهُمْ في مسجد النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ.

ما جاء في العَتَمَة والصُّبْح
الترجمة:
روع ابنُ بُكَيْر في "موطئه" (¬8) أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "بَينَنَا وبينَ المنافقينَ شُهُودُ العَتَمَةِ والصُّبْحِ" فتعلَّقَ بالتَّرجمةِ، وكذلك رواه القَعْنَبِيُّ (¬9)، وعند يحيى بن يحيى (¬10) "شهودُ العِشَاءِ والصُّبْحِ" بخلاف التَّرجمةِ، وهو الصّحيح.
الفقه (¬11):
قال أشياخنا (¬12): هذا الحديث يدلُّ على أنَّ الّذين كانوا يتخلَّفونَ عن الصّلاة
¬__________
(¬1) في الموطَّأ (344) رواية يحيى.
(¬2) في جميع الموطّآت، كما نصّ على ذلك ابن عبد البرّ في الاستذكار: 5/ 399.
(¬3) أخرجه الترمذي (450).
(¬4) انظر على سبيل المثال: أحمد: 5/ 182، والبخاري (6113)، ومسلم (781) وغيرهم.
(¬5) كلامه في الفقه مقتبسٌ من المنتقى: 1/ 230.
(¬6) في حديث الموطَّأ (344) رواية يحيي.
(¬7) م: "الاختفاء".
(¬8) اللوحة: 22/ أ.
(¬9) في موطّئه (176).
(¬10) في موطّئه (345).
(¬11) كلام المصنّف في الفقه مقتبس من المنتقى: 1/ 231.
(¬12) جـ:"أصحابنا"، والمراد بالأصحاب أو الأشياخ الإمام الباجي.

الصفحة 24