كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

هم المنافقون، وأن بحضور (¬1) هاتين الصّلاتين يَتَمَيَّزُ المؤمنُ من المنافقِ. وقد جمع معنى الحديثين أبو صالح في روايته (¬2)، وقد قال النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - (¬3): "لا يَسْتَطِيعُونَهُمَا"، والظاهر من هذا الحديث أنّه أراد به التأكيد في حضورهما في الجماعات والمساجد، ومفارقة حال المنافقين بالتّخَلُف (¬4) عنها.
تكملة (¬5):
وقوله: " أَوْ نَحْو هذا"،: يحتمل أنّ يكون شَكًّا من الرَّاوي.
ويحتملُ أنّ يكون على معنى التَّوَقِّي في العبارة عنهما، مع ما رُوِيَ عن ابن مسعود؛ أنّه كان يفعل ذلك في حديث النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -.
حديث مالكٌ (¬6)، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أبي بَكرٍ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: بَينَمَا رجلٌ يمشِي بطريقٍ، إذ وَجَدَ غُصْنَ شَوكٍ على الطَّرِيق، فأَخَّرَهُ (¬7)، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ.
الإسناد:
قال الإمام: هذا حديثٌ صحيحٌ، خرَّجَهُ الأيمّة (¬8)، وهو أشهر من أَنْ أُنَبِّهَ عليه. قال علماؤنا (¬9): نبَّهَ بذلك على تعلُّقه (¬10) بالتّرجمة في أوّل الباب على رواية يحيى؛ أنّه ذكر المنافقين، وقال: "بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنم إتيانُ العِشَاءِ والصُّبْحِ" ثمّ أدخلَ هذا الحديث، وبَيَّنَ به أنّ الفعلَ وصِغَرِهِ في نفسي، فكف العشاء والصّبح (¬11)
¬__________
(¬1) في النُّسَخ: "يحضروا" والمثبت من المنتقى.
(¬2) عن أبي هَريرة، أخرجها مالكٌ ني الموطَّأ (346) رواية يحيى.
(¬3) "وقد قال النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -"زيادة من المنتقى يستقيم بها السِّياق، والحديث أخرجه مالك (345) رواية يحيى كما ذكرنا سابقًا.
(¬4) في المنتقى: "بالمُخلَّف".
(¬5) غ: "نكتَةٌ"، وهي مقتبسة من المنتقى: 1/ 231.
(¬6) في الموطَّأ (341).
(¬7) ويمكن أنّ تقرأ: "فأخذه" وهي رواية البخاريّ.
(¬8) أخرجه البخاريّ (2472)، ومسلم (1914).
(¬9) المقصود هو الإمام الباجي في المنتقى: 1/ 231.
(¬10) أي تعلّق الحديث.
(¬11) العبارة غير واضحة، وإليكم نصّ الباجي: "ثم أدخل حديث الرَّجُل الّذي أخَّرَ الغُصنَ, عن الطريق، فغفر الله له مع نزارة هذا الفعل وصغره في النّفس بإتيان العشاء والصّبح".

الصفحة 25