كتاب المسالك في شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 3)

! وهذا حَضٌّ على المبادرة إلى إتيانها.
إيضاح مشكل (¬1):
قوله: "فَشَكَرَ اللهُ لَه" يحتمل أنّ يريد: جازاهُ الله على ذلك يالمغفرةِ، وأَثنَى عليه بما اقتضى المغفرة له.
ويحتمل أنّ يريد به أحد (¬2) المؤمنين بشكره له (¬3) والثناء عليه (3). وقد وصف الله تعالى نَفْسَهُ بالشُّكرِ، فقال تعالى: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)} (¬4) وقوله: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ" يأتي بيانُه في كتاب الجنائز إنّ شاءَ اللهُ.
حديث عمر بن الخطّاب (¬5)؛ أنّه فَقَدَ سُلَيْمَانَ بن أبي حَثْمَةَ في صلاة الصُّبحِ.
فيه فوائد:
الفائدة الأولى (¬6):
قوله: "فَقَدَ سُلَيمَانَ" يدلُّ على مواظبة الصّلاة في الجماعةِ، الصُّبح وغيرها، ولذلك أَوْجُه: أحدها أنّه مختص به للقَرَابَةِ الّتي بينهما، وسؤاله عنه من مكارم الأخلاق ومواصلة الأهلين، فسأل عنه لأنّه قد يجوز أنّ يحبس سليمان عن الجماعة عُذْر مرضٍ أو غيره.
الفائدة الثّانية:
قوله: "لأنّ أَشهَدَ صلاةَ الصُّبْحِ في جماعةٍ، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنّ اْقُومَ ليلةً" هو حضٌ على شُهُودِ الجماعةِ.
حديث: قولُ عثمان بن عفُان في صلاة العِشَاءِ والصُّبحِ (¬7)، صحيحٌ
¬__________
(¬1) هذا الإيضاح مقتبسٌ من المنتقى: 1/ 231.
(¬2) في المنتقى: "أمر".
(¬3) في النُّسَخِ: "لهم ... عليهم" والمثبت من المننقى.
(¬4) التغابن:17
(¬5) في الموطّأ (347) رواية يحيى.
(¬6) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى:1/ 231بتصرُّف.
(¬7) في الموطّأ (348) رواية يحيى.

الصفحة 26